ما الذي تطمح إليه روسيا في ليبيا بعد كشف جديد عن تورطها في دعم حفتر؟

دليل جديد على تورط المرتزقة في النزاع القائم إلى جانب مسلحي حفتر .. وهذه المرة تكشفه صحيفة “ديلي بيست الأمريكية” التي أكدت انتقال مجموعة من العملاء الروس التابعين لمجموعة “فاغنر” إلى ليبيا بهدف تقديم الدعم لقوات حفتر.

طبيعة الدعم الجديد؟
وبحسب الصحيفة فإن هذه المجموعة متورطة في ما وصفتها بالأعمال المشبوهة في عدة دول وهي مقربة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أكد مكتب تحقيق مقره لندن دعم هذه المجموعة لحفتر بالأسلحة وتقديم استشارات سياسية له بهدف تلميع صورته في الخارج.
وقالت ديلي بيست إن حفتر متهم باستخدام علاقته المعلنة مع روسيا كورقة مساومة مع الجهات الفاعلة الأخرى لرفع مكانته على حد تعبيرها.
ديلي بيست كشفت أيضا أن حفتر قام بتوظيف ضابط روسي يعمل حاليا في ليبيا، وطلب منه نشر طائرة دون طيار روسية الصنع لتحديد مواقع قوات حكومة الوفاق الوطني.

دعم ليس بجديد !
وذكرت الصحيفة الأمريكية بما كشفته المخابرات البريطانية سابقا بخصوص إنشاء موسكو قاعدتين في بنغازي وطبرق ونشر العشرات من الضباط الروس للتدريب والاتصال رغم النفي الروسي الرسمي لذلك.

تطورات جاءت بعد أيام قليلة من إعلان قوات الوفاق استهداف تجمع لقوات حفتر يضم عناصر من أوروبا الشرقية في منطقة عين زارة خلف مصحة العافية.

انحياز روسي واضح لحفتر
ورغم الدعوات المتكررة لموسكو لكافة الأطراف المتصارعة في ليبيا إلى إيقاف الحرب والانحياز للحل الدبلوماسي إلا أن انحيازها لحفتر يبدو واضحا، فمنذ عام 2016 زار حفتر موسكو 3 مرات كما أبحر على متن حاملة الطائرات الروسية الأدميرال كوزنتسوف عام 2017 والتقى آنذاك بوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو على متنها.

ماذا تريد روسيا من ليبيا ؟
خسرت روسيا بعد ثورة فبراير عام 2011 أحد أهم أسواقها لتفريغ شحنات مبيعات الأسلحة والتي قدرت بمليارات الدولارات بعد إسقاط حكم القذافي، إلا أن هذا لم يمنعها من الاستمرار في بيع الأسلحة لحفتر رغم حظر بيع الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.

وبحسب محللين فإن المصالح الإقتصادية هي من تحكم علاقة روسيا بالملف الليبي حيث تنظر روسيا إلى ليبيا من منظور اقتصادي بحت، وليس كما تنظر إلى سوريا حيث أقامت قواعد عسكرية كافية لتثبيت نفوذها في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

لماذا لا تكشف روسيا عن دعمها لحفتر ؟
تحكم علاقات روسيا مع الدول الإقليمية طريقة تعاملها مع الملف الليبي، حيث إن تشعب هذه العلاقات وتداخلها صعبا على موسكو الاعتراف بدعم حفتر على الملأ، كما أنها لا تريد أن تتقاطع مصالحها مع هذه الدول حتى بشكل ظاهري.

فموسكو تتعامل بشكل وثيق مع تركيا وقطر اللتين تدعمان الحكومة الشرعية بقيادة فائز السراج والمدعومة أيضا من الأمم المتحدة، كما تتعامل على صعيد آخر مع الإمارات والسعودية ومصر الذين يعتبرون من أكبر الداعمين سياسيا وعسكريا لحفتر.

دعم ضمني ..
لا يمكننا أن ننسى أن روسيا ساهمت في 7 إبريل الماضي في منع مجلس الأمن الدولي من إصدار بيان يحث حفتر على وقف تقدمه إلى طرابلس في طرابلس، وأصرت وقتها على ضرورة أن يدعو البيان كافة الأطراف لوقف القتال.

ويرى خبراء أن وجود مرتزقة روس في ليبيا لا يؤثر على الموقف الرسمي الروسي سواء داخليا أو أمام المجتمع الدولي، كما حدث في سوريا حين استعان نظام الأسد بمرتزقة روس وقتل عدد كبير منهم في غارة أمريكية شرق سوريا -محافظة دير الزور تحديدا- إلا أن روسيا لم تعترف بمقتلهم لأنهم ببساطة غير مرتبطين رسميا بالحكومة وقدموا إلى سوريا عبر شركات تشبه مجموعة “فاغنر” التي أشارت إليها ديلي بيست الأمريكية اليوم.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة