الجيش والاقتصاد.. حفتر على خطى الجيش المصري

قالت صحيفة إلفاتو كوتي ديانو الإيطالية إن الاتحاد الوطني لمؤسسات الصيد الإيطالي وقع عقدا مع جهاز الاستثمارات العسكرية التابع لحفتر لتوفير حماية لقوارب الصيد الإيطالية والإذن بالصيد في المياه الليبية.

تنفيذ العقد

وأوضحت الصحيفة أنه تم الاتفاق على عقد لمدة خمس سنوات وبقيمة 10 آلاف يورو شهريا، نظير توفير الحماية لقوارب الصيد الإيطالية، مشيرة إلى أن العقد وقع في مارس الماضي وبدأ تنفيذه فعليا حيث توجهت فعلا قوارب صيد إيطالية من ميناء “مزارا ديل” إلى المياه الليبية.

وأظهرت صورة نشرتها الصحيفة رئيس جهاز الاستثمارات العسكرية المدني الفاخري مع رئيس الاتحاد الوطني لمؤسسات الصيد الإيطالي لويجي جيانيني جنبا إلى جنب أثناء توقيع الاتفاقية وخلفهما صورة حائطية كبيرة لخليفة حفتر، وهو ما أثار تساؤلا حول أحقية الفاخري في توقيع مثل هذه الاتفاقيات.

أزمة الصياد الليبي

وحتى اللحظة لم يعرف موقف نقابة الصيادين الليبيين من مثل هذه الاتفاقيات، التي ستجبرهم على المنافسة مع صيادين أجانب يمتلكون معدات حديثة وتحت حماية مشددة، خصوصا أن الصيادين الليبيين لم يتعافوا بعد من خسائرهم نتيجة استباحة المياه الليبية من قبل قوارب صيد أجنبية منذ فترات طويلة.

صناعة قوة اقتصادية

تدخل مؤسسة حفتر العسكرية في الشؤون الاقتصادية أثارت تخوفات الأوساط الليبية من تكرار المشهد المصري في ليبيا، حيث يسيطر الجيش المصري على أغلب القطاعات الاقتصادية في مصر.

ويرى مراقبون أن هيئة الاستثمار العسكري باتت تزحف على كافة المؤسسات والثروات في المنطقة الشرقية لاكتساب قوة اقتصادية مستقلة، فبعد مصادرتها للأملاك وبيعها للخردة تعمل اليوم على السيطرة على الثروة السمكية التي تعد من أهم الثروات القومية المتجددة لبلدان البحر المتوسط.

أصول بالمليارت

صحيفة الإندبندنت الإنجليزية كان قد تحدثت عن قيمة أصول جهاز الاستثمارات العسكرية والأشغال العامة التابع لحفتر التي تراوحت بين 5 مليارات و10 مليارات دينار ليبي، مع عائدات سنوية تصل إلى عشرات الملايين من الدولارات.

فيما تتضمن نفقاتها دفع أجور 70،000 مقاتل له أو نحو ذلك، إضافة إلى صفقة بقيمة مليوني دولار تمت هذا العام مع شركة ضغط مقرها هيوستن لمساعدته فيما وصفه التقرير في “أهدافه الدبلوماسية” في واشنطن، وذلك وفقا لوثائق وزارة الخزانة الأمريكية.

نسخة مصرية

تصرفات قالت عنها صحيفة الإندبندنت إنها تنذر بطبيعة شكل السلطة في ليبيا تحت حكم حفتر، الذي بات يسير على خطى ملمهه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي مكن جيش بلاده من السيطرة على الاقتصاد وجعله مستقلا ماليا عن بقية مؤسسات الدولة، وفق الصحيفة.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة