تحركات نحو تشكيل موقف دولي موحد باتجاه حل سياسي في ليبيا

مساع أممية بدأت تظهر جلية لتكوين موقف دولي موحد نحو الأزمة الليبية ويدفع بالحل السياسي, خاصة بعد سلسلة من الاجتماعات التي أجراها المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة مع مسؤولين رفيعي المستوى في الدول الأعضاء بمجلس الأمن، أطلع وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد سيالة على نتائجها مؤخرا.

سلامة قال خلال زيارة أجراها إلى مالطا الأربعاء ضمن جولته الدولية لبحث الملف الليبي إن الحل العسكري في ليبيا وهم كلف أكثر من 1200 قتيل حتى اللحظة, ودعا المبعوث الأممي خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع وزير الشؤون الخارجية المالطي، كارميلو أبيلا، بمقر الوزارة في العاصمة فاليتا المجتمع الدولي إلى التوقف عما وصفه بالتصرف السلبي حيال الوضع في ليبيا حسبما نشرته صحيفة مالطا توداي.

وليامز: طاولة المفاوضات هي المخرج الوحيد
تصريح أكد موقف البعثة الذي عبرت عنه نائبة المبعوث الأممي إلى ليبيا للشؤون السياسية ستيفاني وليامز الثلاثاء خلال زيارتها إلى مصراتة للتباحث مع ممثلي المدينة، حيث قالت إن البعثة تعمل على جمع موقف دولي موحد باتجاه الحل السياسي، مشددة على أن طاولة المفاوضات هي المخرج الوحيد للأزمة في ليبيا، إلا أن ممثلي مصراتة اشترطوا استبعاد حفتر من أي حوار مستقبلي، مع أهمية العمل على إيقاف التدخل الخارجي حسب وصفهم, إلى جانب تحقيق فرصة أكبر في الملتقى الجامع للخروج بحكومة وحدة وطنية تلحق بانتخابات وفق قاعدة دستورية.

ووفقا لمصادر مطلعة على مخرجات اجتماع وليامز مع ممثلي مصراتة، فإن نائبة المبعوث الأممي أشارت إلى أن حفتر لن يستطيع الانتصار في معركته التي مضى عليها أكثر من أربعة أشهر حتى الآن، وكأن البعثة أصبحت مقتنعة بأن حفتر خسر هذه الحرب وأصبحت توجه حديثها إلى ما بعدها.

التطورات على الأرض وانعكاسها على الموقف الدولي
ولعل ما يعزز فرص تشكيل موقف دولي أقوى هذه المرة هو التراجع المستمر لمسلحي حفتر على الأرض وما تزامن مع ذلك من ازدياد لوتيرة قصف طيرانه للأهداف المدنية؛ خاصة بعد حادثة مركز إيواء المهاجرين في تاجوراء، والاستهداف المتكرر لمطار معيتقية المدني، وأخيرا استهداف مطار زوارة، وهو ما حذرت منه صحيفة لوموند الفرنسية في مقال لها مطلع الأسبوع، قائلة إن تصاعد الضربات الجوية لحفتر يدل على فشله العسكري على الأرض ويدل أيضا على ضعفه، وهو ما بدأ يحرج أكبر داعميه الدوليين.

لوموند وصفت ما تشهده عملية حفتر ضد العاصمة بالركود العسكري على مشارف المدينة, مشيرة إلى أن ذلك يؤثر على صورته التي يروج لها في الخارج بوصفه الرجل الأقوى في ليبيا, وهو ما كان النائب في المجلس الرئاسي أحمد معيتيق قد عرج عليه خلال مقابلة أجرها مع صحيفة واشنطن تايمز الأمريكية, حيث نوه إلى احتمالية تلقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسائل خاطئة من حلفائه ومستشاريه بشأن دور حفتر في ليبيا, بينما أكد معيتيق في نفس المقابلة أن الولايات المتحدة لديها السلطة للضغط على الأطراف المتقاتلة وحلفائها الأجانب ودعوتهم إلى طاولة المفاوضات.

اللهجة الأمريكية شهدت تغيرا الأيام الماضية على لسان سفير الولايات المتحدة الجديد لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، الذي دان بشدة قصف مطار زوارة المدني في بيان رسمي، إذ أكد خطر استهداف المطارات المدنية، قائلا إنه إذا ما تمت إصابة إحدى الطائرات المحملة بالركاب فستكون كارثة كبرى.

فيما استنكرت بعثة الأمم المتحدة بدورها قصف مطار زوارة، مفندة ادعاءات أذرع حفتر الإعلامية بأن المطار يحتوي على أسلحة وطائرات حربية، وأشارت البعثة في بيان لها إلى أنها تفقدت المطار وأجرت تحقيقا، نفت على إثره استخدام المطار في أي أنشطة عسكرية.

تطورات سياسية دولية تتزامن مع تحرك حكومة الوفاق في الداخل للتفاوض مع أعيان ومشايخ من مدينة ترهونة حول تحييد المدينة وإبعادها عن المشاركة في عدوان حفتر على العاصمة، خطوة إذا ما نجحت فستزيد من فرص العودة إلى الحوار في ظل ما ستمثله من ضربة جديدة لحفتر وحلفائه.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة