بعد 5 أشهر من العدوان على العاصمة.. البعثة تقر بالفشل العسكري

ضمن مساع لتجميع رأي دولي جديد حول ليبيا، يضع في الاعتبار فشل المسار العسكري الذي بدأه خليفة حفتر بعدوانه على العاصمة طرابلس، وصلت نائبة الممثل الخاص للشؤون السياسية في بعثة الأمم المتحدة ستيفاني وليامز إلى مدينة مصراتة في زيارة هي الأولى منذ بدء العدوان على العاصمة في أبريل الماضي.

وتستمر الزيارة ليومين متتاليين، استهلتها ستيفاني بلقاء مع أعضاء المجلس البلدي مصراتة وعدد من ممثلي المدينة لتأكيد استمرار البعثة في عملها من داخل ليبيا مع التشديد على أن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة في ليبيا.

كما أشادت نائبة الممثل الخاص إلى ليبيا على دور مدينة مصراتة في مكافحة الإرهاب، وأهمية تواصل المشاورات للوصول إلى حل للأزمة الليبية.

استبعاد حفتر
اشترط ممثلو مصراتة استبعاد خليفة حفتر من أي حوار مستقبلي، مع أهمية العمل على إيقاف التدخل الخارجي حسب وصفهم.
وشدد ممثلو المدينة على ضرورة الاستمرار في تنفيذ الترتيبات الأمنية والإصلاحات الاقتصادية التي يعول عليها في إتاحة الفرصة لقيام الدولة المدنية، إلى جانب تحقيق فرصة أكبر في الملتقى الجامع للخروج بحكومة وحدة وطنية تلحق بانتخابات وفق قاعدة دستورية.

استبدال سلامة
وفي لقاءات أخرى منفصلة عقدت ستيفاني اجتماعات مع القيادات العسكرية بالمدينة وآمر المنطقة العسكرية الوسطى محمد الحداد، إلى جانب لقائها مع الأعيان ومؤسسات المجتمع المدني الذين سلموا مذكرة للبعثة الأممية في ليبيا، أكدوا فيها رفضهم للطريقة التي يتعامل بها غسان سلامة مع القضية الليبية وعدم إنصافه وانحيازه لخليفة حفتر، بل وطالبوا مجلس الأمن ومنظمة الأمم المتحدة باستبدال مبعوثهم في ليبيا، كونه لم يعد مرغوبا فيه ولم يعد محل ثقة للشعب الليبي بحسب وصفهم.

كما شددت المنظمات على ضرورة أن يقف المجتمع الدولي بشكل واضح ضد الحرب التي يشنها حفتر ضد المدنيين بالعاصمة، والضغط المباشر على الدول الداعمة للعدوان، مع تجريم خليفة حفتر على ما اقترفته مليشياته من جرائم بحق المدن التي اعتدى عليها، مؤكدين أن وقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات لن يقبل إلا بإخراج حفتر ومليشياته من المنطقة الغربية والجنوبية مع محاسبة كل من ارتكب انتهاكات وجرائم ضد الانسانية.

وعبرت المنظمات عن أملها في أن يكون للمنظمة الدولية والدول الأعضاء بمجلس الأمن دورا أكبر في وقف التدخل الهدام الذي تقوم به دول إقليمية ودولية بدعم خليفة حفتر بالأسلحة والعتاد، مؤكدين أن الاستفتاء على الدستور من المطالب الرئيسية التي يدرك الليبيون أنها من المحطات الرئيسية نحو الديمقراطية والتحول الحقيقي نحو دولة القانون والمؤسسات بحسب تعبيرهم.

إمكانية العودة للمفاوضات
ومع دخول العدوان على العاصمة طرابلس شهره الخامس، بات الحديث مؤخرا عن ضرورة العودة للحل السياسي بعد الحل العسكري الذي ربما عولت عليه أطراف دولية وتبدد على أسوار العاصمة، ويبقى السؤال عن مدى إمكانية جلوس الأطراف المحلية على طاولة الحوار مرة أخرى والالتزام بوقف إطلاق النار بعد غدر حفتر بكل اتفاقات السلام السابقة.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة