حفتر.. حالة من الفشل العسكري وداعموه يبحثون عن مخرج سياسي

مع دخول الحرب على طرابلس شهرها الخامس متجاوزة 135 يوما، لم يحقق فيها “خليفة حفتر” حلم السيطرة على العاصمة رغم الدعم السياسي والعسكري المتواصل من قبل رعاته.

هدوء مستمر
وتبدو حالة الهدوء الحذر السمة الأبرز للمشهد العسكري في مختلف محاور القتال على تخوم طرابلس؛ مع بعض الاشتباكات المتقطعة في محاور عدة، وفق مصادر عسكرية لليبيا الأحرار، يرافقه استماتة من قبل قوات الوفاق في الدفاع عن طرابلس ونجاحها في الحفاظ على كافة تمركزاتها.

ويقول عدد من القادة العسكريين بعملية بركان الغضب إنه يجرى التجهيز لعملية عسكرية جديدة وصفها مصدر عسكري لليبيا الأحرار بالمعركة الكبرى، وأنها ستبدأ قريبا.

محاولات اختراق وتقدم
محور الزطارنة الذي يعد من المحاور المشتعلة تعرض، لأكثر من 30 محاولة اختراق منذ انطلاق العدوان وقد تصدت قوات الوفاق لجميعها بحسب آمر اللواء الأول مشاة بقوات الوفاق مصطفى المشاي.

وأضاف المشاي في حديثه للأحرار؛ أن محور الزطارنة شهد محاولة جديدة للدخول من قبل مسلحي حفتر السبت الماضي من محورين باستخدام مختلف أنواع الأسلحة وتعاملت قوات الوفاق مع مصادر النيران وردتهم على أعقابهم بعد تدمير عدد من الآليات والسيطرة على عدد آخر منها.

عجز عسكري متواصل
وفي الضفة الأخرى حيث قوات حفتر.. لم تستطع هذه القوات حتى الآن تحقيق أي اختراق في أي محور رغم محاولات سابقة أعلن عنها في أكثر من ساعة صفر وفي أزمنة مختلفة عجزت فيها عن تحقيق أحلام داعميهم بحسم معركة طرابلس عسكريا فخسرت الرهان حتى الآن.

ووفق مراقبين فإن الوضع الذي تمر به قوات حفتر جعل قادتها تغير تكتيكاتها العسكرية عبر تكثيف الضربات الجوية وتحويل مسار الحرب من الأرض إلى الجو حتى وصل الحال إلى استهداف الكلية الجوية مصراتة في أكثر من مرة ومع ذلك لم تصب البنية التحتية فيها، وفق ماصرح به الناطق باسم الجيش الليبي محمد قنونو.

وباتت ملامح العجز واضحة لدى قوات حفتر حيث بدأ الرجل بالاستعانة بقوات من المعارضة التشادية والسودانية لتعويض الخسائر في صفوفه، حيث أكد مدير إدارة التوجيه المعنوي برئاسة الأركان العامة العميد ناصر القائد، في تصريحات سابقة أن نسبة مشاركة “المرتزقة” في صفوف قوات حفتر تتجاوز نصف عدد مسلحيه في محاور القتال، وفق قوله.

بحث عن حل سياسي
وفي ظل هذا الوضع الذي تمر به قوات حفتر على الأرض ما تزال ردود الفعل تتوالى حول دعم جهود المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة حول وقف القتال والعودة للحوار انطلاقا من هدنة العيد؛ يبقى الخيار القادم بالنسبة لبعض من داعمي حفتر، هو البحث عن مخرج سياسي عبر ضمان مقعد له في طاولة المفاوضات؛ فهل سيكون حقا ألا حل عسكريا في ليبيا في قادم الأيام، أم أن معادلة الميدان لها خيار آخر.

تطورات تأتي تزامنا مع تصريحات السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند التي أعرب فيها عن دعمه لجهود المبعوث الأممي “غسان سلامة” من خلال عمله على وقف إطلاق النار؛ وإمكانية التوصل لحل سياسي عبر الحوار ، وهو موقف عده كثيرون بأنه بمثابة إطلاق صافرة البداية للعودة إلى طاولة المفاوضات وإقرار واضح بفشل حفتر عسكريا.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة