هل بدأت واشنطن تبلور مقاربة جديدة لاحتواء الموقف في ليبيا ؟

مع دخول عدوان حفتر على العاصمة شهره الخامس؛ وعجز قواته عن تحقيق آمال داعميه بحسم المعركة في طرابلس، تتواصل ردود الفعل الدولية بوجوب وضع حد لهذه الحرب والعودة لطاولة الحوار من جديد.

دعم متواصل

فمع العجز الذي تمر به قوات حفتر بدأت ردود الفعل تتوالى حول دعم جهود المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة حول وقف القتال والعودة للحوار منه جديد آخرها الموقف الأمريكي الجديد الذي تعهدت فيه واشنطن بوقف الصراع.

وأظهرت تصريحات السفير الأمريكي لدى ليبيا التي أعرب من خلالها عن دعمه لجهود المبعوث الأممي غسان سلامة من خلال عمله على وقف إطلاق النار وامكانية التوصل لحل سياسي عبر الحوار ، حيث اعتبر هذا الموقف من قبل الكثيرين بأنه إطلاق لصافرة البداية للعودة إلى طاولة المفاوضات وإقرار واضح بفشل حفتر عسكريا.

موقف أمريكي جديد

وعد كثيرون التعهد الأمريكي بوقف الصراع في لبييا بالموقف الجديد لواشنطن التي وصفت سياساتها في ليبيا بالمتضاربة منذ بداية الحرب دون اتخاذا موقف واضح منها، تمثل ذلك في دعوتها في أكثر من بيان إلى وقف الحرب؛ وعرقلتها في الوقت ذاته عبر مندوبها في مجلس الأمن؛ مشروعي قرار تقدمت بهما بريطانيا يدينان الحرب بل ويلزمان حفتر بإيقافها.

ورغم محاولات رعاته الإقليميين والدوليين الضغط على واشنطن عبر لوبيات داخل أروقة صانع القرار الأمريكي؛ لمنحه وقتا لحسم المعركة؛ أثبت الميدان أن لا فتح مبينا يلوح في الأفق.. لتأتي دعوة أمريكا لجميع الأطراف الخارجية الفاعلة في ليبيا إلى الانضمام لجهودها لوقف القتال، انطلاقا من هدنة العيد التي اعتبر ريتشارد أنها
أظهرت الحاجة لمضاعفة الجهود لدعم وقف شامل لإطلاق النار وإطلاق العملية السياسية من جديد وفق قوله.

تجديد الدعم لحكومة الوفاق

وثمن السفير الأمريكي في تصريحاته الأخيرة دور حكومة الوفاق في محاربة الإرهاب رغم محاولات حفتر تسويق ذلك للعالم على أنه الوحيد الذي يحاربه في ليبيا ؛ عده كثيرون بداية لتجديد الدعم لحكومة الوفاق؛ وسط حراك في واشنطن للمطالبة بفتح تحقيق في الجرائم المرتكبة من قبل حفتر تقدم بها عدد من أعضاء الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

يشار إلى أن جهود حكومة الوفاق والقطاعات الأمنية المنضوية تحتها تتحرك في حربها على الإرهاب بتنسيق دولي، حيث أكد سيالة في مؤتمر وزراء خارجية الدول الأعضاء في التحالف الدولي لهزيمة “تنظيم الدولة” في واشنطن أوائل هذا العام أن التعاون الدولي في هذا المجال مهم وضروري لتعزيز التعاون والتنسيق العملياتي بين دول التحالف وليبيا ولمنع إمداد الجماعات الإرهابية بالسلاح، إضافة إلى تدريب أجهزة المخابرات والشرطة والجيش للقضاء على الإرهاب الذي يثقل كاهل دولة تجابه حربا فكيف بحالها والإرهاب يقض مضجعها.

وتطرح تصريحات السفير ريتشار تساؤولات حول ما إذا كان بداية لتحول الموقف الأمريكي ليصبح أكثر وضوحا من هذه الحرب وبداية لمقاربة أمريكية جديدة لاحتواء الموقف ؟

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة