عرقلة الوقود.. اتهامات رسمية وردود

حذرت المؤسسة الوطنية للنفط وشركة البريقة لتسويق النفط من تداعيات فشل شركات التوزيع المكلفة من استلام كميات الوقود المخصصة لها وتوزيعها.
وعدد رسالة باسم الجهتين إلى المجلس الرئاسي الثلاثاء شركات خدمات الطرق السريعة، والشرارة الذهبية، والراحلة، وليبيا للنفط، واتهامها بالفشل في استلام الكميات المخصصة لها من الوقود وتوزيعها بالمناطق الغربية والجنوبية والجبلية.

توزيع منقوص
وحملت رسالة الوطنية للنفط وشركة البريقة، شركات التوزيع الأربعة مسؤولية أزمة الوقود بشكل مباشر، واستغربت مثلا توزيعهم نصف الكمية المخصصة لهم، وهي حوالي 15 مليون لتر من وقود البنزين، لتغطية احتياجات المواطنين في مدينة طرابلس خلال أيام عيد الأضحى.

وعيد ومطالبات بالتحقيق
وتوعد رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله في الرسالة، بالإحالة إلى السلطات المعنية كل الأطراف التي تقف وراء توقف إمدادات الوقود أو المشاركة في تهريبه أو التلاعب بأسعاره.
ومن جهته، أعرب رئيس لجنة إدارة شركة البريقة لتسويق النفط، عماد بن كورة، عن قلقه البالغ إزاء فشل شركات التوزيع في تلبية احتياجات المواطنين من الوقود رغم توفره حسب تعبيره، مطالبا الحكومة بالتحقيق في الأمر، وتغيير الترتيبات الحالية “إن تواصل عجز تلك الشركات”.

الشركات ترد
وردا على اتهامات المؤسسة الوطنية للنفط وشركة البريقة، وجه رئيس مجلس إدارة شركة خدمات الطرق السريعة فتحي عبدالرحمن، إصبع الاتهام للمؤسسة الوطنية للنفط بإفشال شركات توزيع الوقود.
وأشار عبد الرحمن في تصريح خص به ليبيا الأحرار إلى أن هامشهم الربحي ضئيل جدا، وأنهم يعانون من نقص الموظفين، وقطع الغيار وظروف التشغيل السيئة، وفق قوله.

الراحلة: الحرب السبب
قالت شركة الراحلة للخدمات النفطية، إن إقفال محطات وقود جنوب العاصمة نتيجة الحرب، حال دون استمرار الشركة في توزيع الوقود بشكل منتظم، إضافة إلى نزوح السكان ما أدى إلى ازدحام محطات وسط العاصمة.
وأضافت الشركة في بيان لها، أن على أجهزة الدولة الأمنية ضرورة حماية محطاتها داخل طرابلس من الاعتداءات المتكررة لضمان استمرار عملها وتفادي تفاقم الأزمة.

أين الخلل
التصريحات تشير إلى أن الخلل الحقيقي لم يعد في توفير كميات الوقود بل في مسألة توزيعه والآليات المعتمدة لذلك، الأمر الذي جعل المؤسسة الوطنية للنفط تصدر التعليمات بتوزيع الوقود على المواطنين مباشرة عبر محطات وقود متنقلة بدأت بالفعل في عمليات التوزيع منذ أكثر من 10 أيام تقريبا.
وبحسب ما نشرته المؤسسة على موقعها الرسمي فإن العمل جار على وضع خطط جديدة تهدف إلى توسيع عملية توزيع الوقود بهذه الطريقة لتشمل مواقع إضافية.

يأتي ذلك في وقت يرى فيه خبراء أن أزمة توزيع الوقود هي أزمة يتقاطع فيها الأمني مع الإداري، معتبرين أن الاعتماد على سيارات توزيع الوقود أمر قد لا يكون عمليا في بعض المناطق، كونها هدفا سهلا لأي مجموعة تمتهن سرقة حمولاتها وتهريبها، بينما يعاني المواطنون في المدن الغربية والجنوبية من أزمة لا تكاد تنتهي طوابيرها حتى تظهر أخرى مثلها مجددا.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة