قصف مرزق.. دول تجرّم وسيالة يطالب الجنائية بالتحقيق

مع استمرار التصعيد المسلح والقصف الجوي بالطائرات المسيرة والاشتباكات التي لم تتوقف منذ دخول قوات حفتر إلى مرزق في فبراير الماضي، ناشد وزير الخارجية بحكومة الوفاق محمد سيالة المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا اتخاذ الإجراءات الضرورية والملحة للتحقيق في جريمة قصف قوات حفتر لحي القلعة بمدينة مرزق خلال الأيام الماضية والذي راح ضحيته عشرات المدنيين بين قتلى وجرحى، جراء قصف جوي لطيران حفتر على المدينة.
وطالب سيالة في رسالة وجهها لبنسودا قائلا فيها إن ما يقوم به حفتر يعد عدوانا سافرا وانقلابا على السلطة الشرعية للاستيلاء على الحكم وهو ما يعد انتهاكا للقانون الدولي.
كما طالب وزير الخارجية بحكومة الوفاق بنسودا ببذل الجهود للمطالبة بمعاقبة ومحاسبة مرتكبي جريمة قصف حي القلعة أمام القضاء الدولي العادل باعتبارها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

حفتر يعترف ودول تدين
ورغم اعتراف قوات حفتر على لسان المتحدث باسمها أحمد المسماري قبل أيام باستهداف مبنى يتجمع فيه عدد من المواطنين من مكون التبو في مدينة مرزق بطيران مسير، إلا أن الإدانات الدولية انساقت في أغلبها إلى توصيف الحادثة باعتبارها ترقى إلى جريمة حرب دون ذكر من ارتبك الجريمة، حيث عبرت البعثة الأممية عن قلقها البالغ إزاء أعمال العنف في مرزق، بما في ذلك تعرض المدينة لعدد من الضربات الجوية والتي أدت إلى مقتل وإصابة مدنيين، مؤكدة أن الهجمات العشوائية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني.
أما سفارة المملكة المتحدة لدى ليبيا، فقد عبرت هي الأخرى عن قلقها إزاء التقارير التي تتحدث عن وفيات بين المدنيين في مرزق بسبب الغارات الجوية، مجددة التحذير الصادر عن بعثة الأمم المتحدة الذي يصنف القصف العشوائي اختراقا لقانون حقوق الإنسان وقد يرقى إلى جرائم الحرب.
فيما قالت الخارجية الفرنسية إنها تذكر جميع الأطراف والمؤسسات الليبية بضرورة حماية السكان المدنيين والبنية التحتية بموجب القانون الإنساني الدولي بحسب وصفها، وهي جميعها مواقف لم تسم الفاعل الذي أقر بنفسه بارتكاب هذه المجازر، في مشهد يعود بنا إلى مواقف هذه الدول والمنظمات من العدوان على العاصمة طرابلس.

اليونيسيف .. أطفال ونساء قتلوا في قصف مرزق
كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونسيف كشفت في تقرير لها بأن أطفالا ونساء كانوا من بين ثلاثة وأربعين شخصا قتلوا في الهجوم الأخير على مدينة مرزق وإصابة نحو واحد وخمسين شخصا آخر في الهجوم الذي وقع الأحد الماضي في مرزق.

دعوات محلية لمحاسبة حفتر
مجلس النواب في طرابلس دعا البعثة الأممية والمنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى اتخاذ موقف حيال ما يقع من جرائم في مرزق، مجددا مطالبته بتشكيل لجنة تحقيق دولية للوقوف على حجم تلك الجرائم والانتهاكات، والعمل على إدانة مرتكبيها وإحالتهم إلى القضاء معتبرا أن هذا القصف قد يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية وفق البيان،
ومن جهته دان المجلس الأعلى للدولة قصف من وصفه بمجرم الحرب حفتر لحي القلعة السكني بمدينة مرزق وما أسفر عنه من وقوع عشرات الضحايا الأبرياء بين قتلى وجرحى معتبرا أنها جريمة جديدة في سجل انتهاكات حفتر المتكررة، داعيا مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته واتخاذ الإجراءات اللازمة لإدانة هذا المجرم وردعه ومعاقبته حسب البيان.
كما عبرت الهيئة البرقاوية عن إدانتها لما وصفته بالقصف الغاشم من طيران حفتر لمدينة مرزق، واستنكرت في بيان لها هذا العمل الجبان حسب وصفها، محملة البعثة الأممية ومجلس الأمن والمجتمع الدولي كامل مسؤوليتهم الأخلاقية والقانونية عن هذه الجريمة وشددت على أن سكوتهم وعدم تدخلهم كجسم مستقل ومحايد يجعلهم ممن يغض الطرف عن الجرائم المرتكبة والمتكررة في كافة المدن الليبية بحسب الهيئة.

دعوات إلى التحقيق ووقف التصعيد في مرزق تدفع إلى التخوف من أن تكون مماثلة للمواقف السابقة كلما اجتاح حفتر مدينة وسجل أضرارا وخسائر يصعب حصرها، فعند أي حصيلة سيتوقف حفتر أو على الأقل قد تستبدل الأطراف الدولية إصدار البيانات تجاهها بمواقف فعلية تنقذ المدنيين؟

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة