مرة أخرى تعود إلى الواجهة في مدينة بنغازي قضية إلقاء الجثث بعد تصفيتها على أيدي مجهولين، وذلك بعد أن عثرت الأجهزة الأمنية الأربعاء على جثة شاب على شاطئ البحر غرب المدينة مكبلة الأيدي وعليها آثار طلقات نارية.
وحول هوية الضحية أكدت مصادر مطلعة من بنغازي إن الجثة تعود للشاب “أحمد الكوافي” الذي ينتمي لقوات الصاعقة ويشغل منصبا في مكتبها الإعلامي؛ وانقطع التواصل معه منذ نحو أسبوع.
أدلة جديدة
معلومات جديدة أدلى بها رئيس منظمة ضحايا لحقوق الإنسان ناصر الهواري، حيث كشف أن أهل الضحية أكدوا أن آخر مكان تواجد فيه ابنهم كان في مقر يتبع القيادي في قوات الصاعقة والمطلوب دوليا “محمود الورفلي” وذلك بحسب جهاز تعقب في سيارة الضحية.
الهواري قال في تصريحات لليبيا الأحرار؛ إن أصابع الاتهام تشير إلى “محمود الورفلي” ومساعده “ناصر القرش” الذي يوجد خلاف بينه وبين الضحية، داعيا في الوقت نفسه الأجهزة الأمنية في بنغازي للعمل بكفاءة ومعرفة القاتل.
سنوات من الجرائم
مدينة بنغازي تشهد منذ سنوات موجة من الاغتيالات والقتل خارج القانون، كان آخرها قبل يومين بعد قتل أحد أفراد شرطة مركز راس اعبيدة برصاص أطلقه عليه مجهولون، ووفق مصدر من المدينة أوضح أن المقتول مساعد ضابط في مركز رأس عبيدة ويدعى عمر بوشناف القذافي ويعمل في وحدة التحري بالمركز.
فمنذ أن برزت المجازر التي حدثت في شارع الزيت وغيرها، تستمر الجرائم بشكل دوري، على غرار العثور على 5 جثث ملقاة بالمدينة قبل أسبوعين قرب مقبرة الهواري جنوبي المدينة، فضلا عن إخفاء النائبة سهام سرقيوة المدة الماضية، إضافة إلى مقتل أربعة في تفجير بمقبرة الهواري قبل نحو شهر.
أرقام وإحصائيات مخيفة
بنغازي التي وعد حفتر بأن تكون مدينة الأمن والأمان، قتل فيها العام الماضي أكثر من 300 شخص وفق إحصائية لمنظمة التضامن لحقوق الإنسان التي دعت إلى التحرك العاجل لوقف عمليات القتل الجماعي في بنغازي.
إلى جانب عدد من الحالات جرى تسجيلها خلال الأعوام الماضية ففي 28 أكتوبر 2016 استيقظ أهالي بنغازي على جريمة تمثلت في العثور على 10 جثث قتل أصحابها بالرصاص، مرمية في مكب للنفايات في شارع الزيت سيئ السمعة.
بعد ذلك بأقل من عام وتحديدا في 7 أغسطس 2017 عثر في نفس الشارع الواقع في منطقة شبنة على ست جثث مجهولة الهوية مكبلة الأيدي ومقتولة رميا بالرصاص قبل أن يعلن المركز الطبي في المدينة استقبال هذه الجثث.
وبحسب المنظمة فإن هناك حالات كثيرة مماثلة من خطف وتعذيب وإعدام صوري، حيث رصدت المنظمة في تقريرها “جرائم الاختطاف والتعذيب والتصفية في شرق ليبيا” 32 حالة من حالات الخطف والقتل ثم إلقاء الجثث في مكبات النفايات أو على جانب الطرق الفرعية في الفترة من يونيو 2014 إلى يناير 2015، وصولا إلى ما أعلنت عنه المنظمة في عام 2018 بأن ضحايا القتل والاختطاف مدينة بنغازي بلغ 939 شخصا من المدينة.
الإفلات من العقاب
وكما جرت العادة في مثل هذه الحوادث فإن بيانات التنديد والاستنكار والشجب تتوالى عقب كل منها، ودعوات تسليم الجناة ومحاسبتهم والتحقيق معهم تنطلق من كل حدب وصوب، إلا أن سياسة الإفلات من العقاب وغياب العدالة التي بات مصطلح “أولياء الدم” بديلا عنها لتنفيذ عمليات انتقام قد تطال الأخضر واليابس.
ومنذ إعلان سيطرة مسلحي حفتر على بنغازي في 2017، مازالت عمليات القتل والتصفية خارج إطار القانون في حق كل مخالفي حفتر مستمرة، وهو ما يعكس فشل منظومة حفتر الأمنية والعسكرية في خلق نموذج حقيقي في بنغازي يقنع به سكان غرب ليبيا بشكل عام وطرابلس بشكل خاص، الذي يشن حربا عليها منذ أكثر من 4 أشهر بهدف طرد المليشيات منها وبسط الأمن فيها بحسب ادعاءاته.