قوات حفتر.. ساعة الصفر لم تنته بعد صدمة سقوط غريان

ما تزال صدمة سقوط مدينة غريان في أيدي حكومة الوفاق خلال الشهر الماضي، تلقي بظلالها على قوات حفتر وإعلامه؛ التي يبدو أنها خلخلت توازناتهم وأفقدتهم القدرة على استيعاب المعركة؛ فإعلام حفتر وأبواقه لم تعد تتورع في نشر الأخبار الكاذبة لمؤيديها عن الوضع العسكري في طرابلس، فتارة تقول إن قواتها على بعد أمتار من وسط العاصمة طرابلس، وتارة أخرى تقول إنها قرب جزيرة الفرناج، هذا فضلا عن استعادة مدينة غريان لأكثر من مرة، ونشر أخبار توهم بالتقدم في محاور القتال.

ساعة الصفر
يستمر مدير إدارة التوجيه المعنوي التابعة لحفتر للمرة المئة ربما في أكاذيبه بأن ساعة الصفر قد اقتربت وأن الاستعدادات الحالية تتمحور حولها وفق قوله! ثم يتحدث عن التعويل على الشباب في العاصمة بالإسراع في العملية، وكأن العمليات العسكرية وجها لوجه لم تعد تجدي.
الناطق باسم حفتر أحمد المسماري يتحدث هو الآخر مرارا وتكرارا عن قرب حسم المعركة وأن قوات الوفاق تتقهقر على تخوم العاصمة! في محاولات يعزوها الكثير من المراقبين إلى التغطية على سلسلة هزائمهم على الأرض، بعد أكثر من 100 يوم من محاولة دخول العاصمة الذي وعد حفتر بأنه سيكون خلال أيام قليلة!

قصف جوي للتغطية على الهزائم
بعد فشل قوات حفتر وعجزها عن إحراز تقدمات في محاور القتال بل تسجل تراجعات فيها، يبدو أنها أصبحت تعول على القصف الجوي بالطائرات المسيرة والاجنبية لرفع معنويات مقاتليها، لا سيما وأنها تأتي بعد بعد أسابيع من إعلان آمر غرفة عمليات سلاح الجو التابع لحفتر اللواء محمد المنفور، إطلاق عملية جوية تحت اسم “عاقبة الغدر”، التي قال عنها إنها ستكون انتقامية ولن تكون تقليدية على حد قوله.
كما تحدث آمر غرفة عمليات الكرامة عبدالسلام الحاسي في مداخلة عبر قناة الحدث التابعة لحفتر في أول ظهور له بعد فراره من غريان؛ أن قواتهم ستكيل الضربات وستدخل طرابلس مهما بلغ الثمن، وأن عملية الكرامة ستظل فوق رؤوس الجميع إلى أن “يتحرر الوطن” بحسب وصفه.

فشل التقدم صوب العاصمة!
رغم التجهيز والعتاد الذي عدته قيادة الكرامة للهجوم المباغت على العاصمة والسيطرة عليها خلال أيام قليلة كما كان يتمناها حفتر، إلا أن مسلحي الأخير تحولوا منذ فترة ليست بالقليلة من وضعية الهجوم إلى الدفاع في مختلف المحاور بمحيط العاصمة، حيث شهد محور المطار تغيرا كبيرا منذ أيام بعد معارك عدة استطاعت خلالها قوات الوفاق تحقيق تقدم أكبر أسفر عن محاصرة مطار طرابلس العالمي بشكل أكبر، إلى جانب فشلها في أكثر من مرة في محاور اليرموك ووادي الربيع التي استطاعت قوات الوفاق الاستمرار في المحافظة على تمراكزتها في هذه المحاور وتحقيق تقدمات في محور عين زارة، فضلا عن استرجاع قوات الوفاق مدينة غريان في أقل من ست ساعات؛ وهو الأمر الذي مثل ضربة موجعة لمسلحي حفتر كونها كانت تتخذ من المدينة غرفة رئيسية لعملياتها الدفاعية.

سياسة الأرض المحروقة
سياسة الأرض المحروقة، يبدو أنها السياسة التي بدأت تتجه نحوها قوات حفتر بعد كل هذه الهزائم العسكرية، من خلال استهداف الأخضر واليابس بعد استهداف أحياء سكنية ومطار معيتيقة ومدارس ومستشفيات بالطيران إضافة إلى مقر مجلس النواب، ما يمثل واقعا وتطبيقا لما قاله أحد مسلحي حفتر في وقت سابق بأنهم سيحولون حي الأكواخ وسط العاصمة إلى أكواخ حقيقية من خلال قصف بالقذائف وصواريخ الجراد.

كما تحدث في وقت سابق المتحدث باسم قوات حفتر أحمد المسماري في مؤتمر صحفي بثته قناة ليبيا الحدث الموالية لحفتر بأن أي هوائيات سواء كانت فوق فنادق أو منشآت أو جهات عامة ستكون هدفا مشروعا لقواتهم في العاصمة، مطالبا من قاموا بتركيب الهوائيات في المباني بإزالتها فورا، وإلا سيكونون هم المسؤولون عما يمكن أن يحدث فيها، كونها ستكون أهدافا مشروعة، وفق تعبيره.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة