بعد فشل خطتهم العسكرية..حلفاء حفتر يدعون إلى وقف إطلاق النار

أثارت دعوة فرنسا والإمارات ومصر إلى إيقاف القتال والعودة إلى المسار السياسي استهجان الأوساط الليبية كون الدول الثلاث داعمة لحفتر في حربه على طرابلس، حيث اعتبر البعض الدعوة محاولة لإنقاذ حفتر بعد دعمهم لحرب استمرت أكثر من ثلاثة أشهر وتسببت في مقتل أكثر من 1000 قتيل.

دعوات مشبوهة

داعمو حفتر -ماديا وعسكريا- في حملته على طرابلس يؤكدون إلى جانب الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا في بيان مشترك عدم وجود حل عسكري في ليبيا، ما يوحي باقتناعهم بفشل العملية العسكرية.

لكن ما يثير التساؤل هو كيف لدول مثل الإمارات وفرنسا ومصر أن تدعو إلى وقف إطلاق النار؛ وهي ذاتها الدول الداعمة للقتال بالأسلحة والخبراء العسكريين لقوات حفتر المعتدية على العاصمة.

عرقلة المسار السياسي

الدول الثلاث المتهمة بعرقلة المؤتمر الجامع قبل الوصول إليه بأيام قليلة وذلك عبر دعمهم للعدوان على طرابلس، تطالب اليوم بالعودة للمسار السياسي؛ فالإمارات ثبت خرقها لحظر توريد الأسلحة إلى ليبيا وذلك بحسب تقارير من الامم المتحدة، بالإضافة إلى الدعم الفرنسي لحفتر والذي كان آخره فضيحة صواريخ “جافلين” في غريان، وبالتأكيد لا يخفى على أحد الدعم اللا محدود الذي يتلقاه حفتر من القاهرة.

خطة بديلة بعد فشل العملية العسكرية

وبحسب متابعين فإن هذا البيان ليس بجديد، إنما هو ناتج عن اجتماع روما في 28 يونيو الماضي، إنما جرى البوح به الآن كخطوة للوصول إلى موقف وإجماع دولي قوي وموحد في الأيام القادمة بعد فشل العملية العسكرية.

وذهب آخرون إلى ربطه باجتماع مجلس النواب في القاهرة الذي لم يشر في بيانه إلى أي شيء عن الحرب الدائرة في طرابلس والتزم بتأكيد مدنية الدولة وتشكيل حكومة وطنية.

سلامة يثير الشكوك مجددا

في اليوم ذاته اجتمع المبعوث الأممي غسان سلامة مع وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد لوضع حد للقتال الدائر في ضواحي طرابلس، ما أثار حفيظة الأوساط الليبية كون الإمارات طرفا ثبت ضلوعه في الأزمة، وهو ما يعيد للسطح من جديد التكهنات حول دور البعثة المشبوه في ليبيا.

Image result for ‫عبدالله بن زايد‬‎
عبدالله بن زايد – غسان سلامة

فوجود الدول الثلاث الداعمة لحفتر ولعسكرة الدولة في أي بيان حول ليبيا يثير التخوف وعدم التفاؤل لدى كثيرين، فهو بالنسبة لهم إما محاولة لإنقاذ حفتر بعد هزيمته العسكرية، أو خطة لإعطائه المزيد من الوقت لتنفيذ مآربهم.

مالذي تريده الإمارات في ليبيا؟

ويرى ناشطون أن التدخل الإماراتي في ليبيا أخطر من التدخل الغربي، باعتبار أن هذا التدخل المهدد لوحدة البلاد يتميز بدعم أبوظبي لتشكيلات مسلحة وعصابات موجودة في المنطقة الشرقية.

ويعتقد الكثير من المراقبين أن الهدف الرئيسي لأبوظبي هو خلق نظام دكتاتوري يشبه نظام القذافي في ليبيا، للتمكن من السيطرة عليه كونها هي الدولة التي أوجدته، وهو الأمر الذي كانت تفتقده في ليبيا إبان حكم القذافي.

الإمارات تحاول حل عقدة الطاقة التي تعانيها سلطة الانقلاب التي دعمتها أبوظبي في القاهرة، لذا يعد هو أحد أبرز مبررات التدخل المصري في ليبيا إلى جانب الإمارات.

كما إن الإمارات تسعى إلى إيجاد موطئ قدم لها في القارة الإفريقية، لكن هذا الوجود بحسب باحثين سيتسبب في الفوضى والحروب الأهلية، وبذلك لن يكون هناك أي ترحيب بالإمارات بالمنطقة.

مستقبل التدخل الإماراتي

ويعتقد الكثير من المختصين أنه لا مستقبل للإمارات في ليبيا عدا المزيد من إنفاق المال العام الذي يملكه الإماراتيون ولا يستطيعون مراقبته أو محاسبة المسؤولين عليه لانعدام وجود مجلس وطني (برلمان) كامل الصلاحيات.

المستقبل الإماراتي في ليبيا محفوف بالمخاطر، ومخاطر أكبر بكثير كلما تعمق وغرست الدولة أقدامها في القرن الإفريقي المعروف بالصراعات الدموية، فخلال خمس سنوات من التدخل الإماراتي في الصراع الليبي لا يوجد أي مؤشر لتحقيق أهدافهم، فحتى محاولة تصدير شحنة نفطية باءت بالفشل وتلقت أبوظبي هجوما حادا في مجلس الأمن الدولي، باعتبار الشحنة كانت في طريقها إلى دبي.

إذا سارت الأمور بشكل طبيعي في ليبيا فستجعل الإمارات في مرمى العقوبات من مجلس الأمن، نتيجة مخالفتها القرار الدولي الذي حظر تزويد السلاح، وبذلك سيتحول التدخل الإماراتي في ليبيا إلى عبء دولي وقد يخضع الإمارات إلى تحقيقات دولية.

لا يوجد أي مؤشر لانتصار حلفاء الإمارات حتى مع وجود سند فرنسي وغض الطرف من الولايات المتحدة الأمريكية، فكما أن لحفتر مساندين فالبقية أيضا سيجدون من يساندهم وبالتالي المزيد من الصراع الذي يجر الدولة إلى ثقب أسود.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة