سيالة: فرنسا وروسيا عرقلتا إدانة مجلس الأمن للعدوان على العاصمة

لم تأل حكومة الوفاق ووزارة خارجيتها جهدا في التعريف بعدالة قضيتهم وحشد التأييد العالمي ضد العدوان على العاصمة، هذه الرسالة التي عمل وزير الخارجية محمد سيالة على إيصالها للنواب أثناء إحاطته التي تقدم بها أمام المجلس في طرابلس الثلاثاء.

موقف عربي سلبي
الموقف العربي الرافض لعقد جلسة لوزراء الخارجية العرب عقب العدوان، والذي تكون بسبب وقوف 8 دول عربية ضد الطلب الليبي، يلخص التخاذل العربي والدعم المعلن والخفي للحرب الظالمة على طرابلس منذ بدايتها باستثناء مواقف تونس والجزائر وقطر التي رفضت العدوان على طرابلس وطالبت بالرجوع إلى العملية السياسية، وفي هذا السياق فإن البعض يرى أن تطور بعض المواقف قد يكون استعدادا لإعادة التموضع بحسب تغير الموازين على الأرض.

فرنسا انحياز ومراوغة
فرنسا التي ظهر التناقض الصارخ بين مواقفها المعلنة ومواقفها العملية الداعمة لحفتر استخباراتيا وعسكريا، لم تنكر ملكيتها لصواريخ جفلن الأمريكية عقب وقوعها في أيدي قوات الوفاق بعد تحرير غريان، غير أنها حاولت إيجاد مخرج يبرئها من تزويد حفتر بالأسلحة؛ عبر تهرب وزارة الخارجية الفرنسية وحديث وزيرة الجيوش فلورانس بارلي عن كون الصواريخ لم تسلم إلى الليبيين وإنما كانت في عهدة وحدة فرنسية مشاركة في دعم ليبيا بالمعلومات في مكافحة الإرهاب حسب قولها.
باريس التي كانت ضالعة في عرقلة صدور قرار من مجلس الأمن بإدانة العدوان على العاصمة بحسب سيالة والتي لم تطالب بعودة قوات حفتر من حيث أتت عندما طالب رئيسها إيمانويل ماكرون بوقف إطلاق النار لدى زيارة رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج لباريس برهنت بذلك على وقوفها عسكريا وسياسيا ودبلوماسيا مع حفتر والدول الداعمة له.

الصين وروسيا “موقف ألّا موقف”
أما الصين التي حثت الجميع على ضبط النفس ووقف إطلاق النار والعودة للمفاوضات في موقفها المعلن الذي عده سيالة تابعا للموقف الروسي؛ حيث أن روسيا التي شاركت في عرقلة إصدار مجلس الأمن بيانا يدين العدوان على طرابلس تعهدت بعد ذلك بمواصلة الوساطة بين الأطراف للعودة للتسوية السلمية.

الموقف الأمريكي الملتبس
الأمريكيون تميز موقفهم بالغموض وعدم الوضوح، على الرغم من مواقف وزير الخارجية الذي يعد المعبر عن الموقف الرسمي للحكومة الأمريكية موقفه المعارض للهجوم على طرابلس والحاث على عودة القوات إلى مواقعها قبل العدوان، ورغم وصفه لمسلحي حفتر بالميليشيات في حديثه مع الفوكس نيوز خلال شهر يونيو الماضي، إلا أن قصة مكالمة ترامب لحفتر أضفى نوعا من الضبابية على موقف الإدارة من الصراع في ليبيا.

هذا الغموض تسبب في لبس وأتاح لأطراف ليبية ادعاء الدعم الأمريكي لهم؛ وهو ما دفع 13 عضوا من لجنة الخارجية بمجلس النواب الأمريكي إلى توجيه رسالة لوزير الخارجية يطالبونه بإزالة اللبس عن الموقف الأمريكي حول ليبيا وإعلان الرفض الصريح للعدوان على طرابلس.

إحاطة سيالة وفي سياق الرد على منتقدي وزارته بحسب المراقبين؛ تناولت المواقف العربية والإفريقية والأوروبية والدولية؛ لتبرهن على نشاط وزارة الخارجية وسعيها الدؤوب لتطوير المواقف الدولية والإقليمية من العدوان؛ وحشد الدعم لحكومة الوفاق وقواتها المدافعة عن طرابلس، ومن أجل عزل حفتر دوليا وحرمانه من الغطاء الذي كان يتمتع به في بداية عدوانه.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة