جلسة مرتقبة لمجلس النواب لمناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية ووضع خارطة للحل وفق جدول زمني وآليات واضحة دون تحديد للمكان ولا الزمان … هذا أهم ما تمخضت عنه زيارة عدد من النواب لمصر واجتماعهم مع جهات مصرية في لقاءات تشاورية مغلقة.
بيان فسر الماء بالماء
البيان الصادر عن بعض الأعضاء من القاهرة “فسر الماء بعد الجهد بالماء” إذ أن وحدة ليبيا وسيادتها ومدنية الدولة والحوار السلمي هي محل النزاع مع حفتر الذي انقلب على كل ذلك … بتمكين الأجانب من انتهاك السيادة بإدخال الضباط الفرنسيين باعترافه شخصيا بذلك والاستعانة بالضباط الإماراتيين والجنود المصريين والمرتزقة الأفارقة في الهجوم على عاصمة البلاد طرابلس.
مجلس النواب مهد للعسكرة
مجلس النواب هو من أعاد من طبرق حفتر للخدمة العسكرية ومنحه الرتب العالية ونصبه قائدا عاما؛ وحفتر بدوره هو من انقلب على الحوار السلمي وأراد الانقلاب على الدولة المدنية والوصول إلى السلطة بالقوة وليس عبر التداول السلمي، وهو من عطل المسار الديمقراطي وهو من أعلن بلسانه تجميد العمل بالإعلان الدستوري خلال انقلابه الأول في 14 فبراير 2014.
مصر ليست وسيطا نزيها
كما أن مصر التي اختارها هؤلاء النواب أو اختارتهم هي لمحاولة إنقاذ مشروعها الاستبدادي في ليبيا؛ وتكرار النموذج المصري الذي انقلب فيه العسكر على اختيار الشعب، بدل أن يكون الجيش منشغلا بحماية الحدود والدفاع عن الوطن… ليست وسيطا نزيها ولا نموذجا مقبولا في الحكم أو إدارة الدولة، بحسب عديد المراقبين.
الاجتماع في مصر مخالف للقانون
انعقاد الجلسة في مصر انتقده النائب محمد الرعيض وعده مخالفا للقانون الليبي الذي ينص على عدم عقد جلسات خارج البلاد مؤكدا أن النواب المجتمعين في طرابلس لم يشاركوا في اجتماعات القاهرة كما انتقد دور مصر المنحاز ودعمها الصريح للحرب على طرابلس.
غموض أهداف جلسات القاهرة
أما النائب جلال الشويهدي فقد وصف الجلسات التشاورية التي عقدت في القاهرة بالغموض في الأهداف وعدم وضوح الأجندة التي عقدت على أساسها مؤكدا أن النواب الذين يجتمعون في طرابلس لم يشاركوا في كل هذه جلسات القاهرة، موضحا أن نتائج تلك الجلسات لا تمثل إلا من حضروا بصفتهم الشخصية.
عجز الرئاسة عطل المجلس عن أداء دوره
أحد الحاضرين لجلسات القاهرة أكد لليبيا الأحرار أن هدف بعض النواب الحاضرين هو جمع شمل مجلس النواب ومحاولة الوصول إلى توافق داخلي وتوحيد الرؤية حول الحل حسب تعبيره، نافيا محاولة التأثير على النواب من قبل مصر خلال جلساتهم هناك، تشتت مجلس النواب وعجز رئاسته عن التماهي مع الغالبية العظمى من النواب الرافضين للحرب والمستعدين للتوافق من أجل التوصل إلى حل عبر الحوار هو أحد أهم أسباب تعقد الأزمة السياسية في ليبيا.
خاتمة
وبين هذا وذاك يبقى السؤال عن دور النواب المؤيدين للعدوان على العاصمة ومسؤوليتهم عن الدماء التي سفكت والأرواح التي أزهقت، فيما يظل للنواب المؤمنين بالدولة المدنية والمسار السياسي دور هام في المشهد مهما ضعف صوتهم وطغى عليه صوت الرصاص وأزيز الطائرات الحربية الأجنبية التي تقصف المدنيين في طرابلس وغريان.
