الجنوب.. وضع أمني سيئ رغم مزاعم حفتر تحريره

منذ بدء العدوان على العاصمة طرابلس في الرابع من أبريل الماضي، تعيش المنطقة الجنوبية ترديا في الأوضاع المعيشية والخدمية، وسط انفلات أمني أظهر أن العمليات العسكرية الأخيرة التي أطلقها حفتر لتطهير الجنوب مما سماه الإرهاب لم تؤت أكلها، بل كانت وفق متابعين “بروباغندا إعلامية” لتحقيق أهدافه السياسية للوصول لسدة الحكم.

خروقات أمنية

وتشهد مدينة سبها في هذه الآونة خروقات أمنية، وانتشارا للسيارات المعتمة التي تمارس السرقة والحرابة والجريمة، وفق ما صرح به عميد بلدية سبها حامد الخيالي، والذي حمل مدير أمن سبها مسؤولية عدم المجاهرة بالأمن داخل المدينة، رغم توفر عناصر الأمن، على حد قوله.

وسبق للخيالي أن صرح مرارا وتكرارا عقب دخول قوات حفتر مدينة سبها وباقي مدن الجنوب مطلع العام الجاري، أن مدينة سبها أصبحت تشهد تحسنا أمنيا بعد تفعيل الغرفة الأمنية.

وفي السياق ذاته، أكد الخيالي أن المدينة تشهد حاليا أوضاعا معيشية صعبة وترديا في الخدمات العامة والأساسية، أهمها شح الوقود في محطات التعبئة، واستمرار انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة، الذي تسبب في عدم قدرة المواطنين على تشغيل مضخات المياه.

مناشدة واعتداءات مستمرة

وناشد عميد بلدية سبها خلال حديثه لليبيا الأحرار اليوم الاثنين، الحكومات في شرق البلاد وغربها؛ التدخل العاجل لإنهاء الأزمات القائمة وتخفيف العبء القائم عن المواطنين.

وأدى انعدام الأمن في المنطقة الجنوبية، إلى استمرار الاعتداءات على منشآت الدولة الخدمية، فلا يكاد يمر شهر أو شهران إلا وقد اقتحمت مجموعة مسلحة محطة كهرباء أو بئر مياه أو حقلا نفطيا، كان النصيب الأكبر من هذه الاعتداءات على محطات توليد الكهرباء التي طالبت مرارا مؤسسات الدولة بحماية منشآتها والعاملين فيها.

وتلجأ الشركة العامة للكهرباء نتيجة الاعتداءات المستمرة على منشآتها، إلى عملية طرح الأحمال خاصة مع ارتفاع الطلب على الكهرباء في فصلي الصيف والشتاء، حيث يتجاوز العجز أكثر 1500 ميغاوات جراء ارتفاع درجات الحرارة.

التعامل بحزم

من جهته، أصدر وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا تعليماته بضرورة التعامل بحزم مع أي اعتداء مسلح على أي مرافق تابعة لشركة الكهرباء أو محطات الوقود.

وشدد باشاغا على مديري مديريات الأمن ومدير الإدارة العامة للدعم المركزي ومدير إدارة الشرطة الكهربائية؛ على ضرورة التعامل وفق قواعد الاشتباك والرد بإطلاق النار على الاعتداءات حفاظا على حياة الناس وأرزاقهم.

ويرى -مراقبون ومتابعون- أنه طالما بقيت الأطراف السياسية منقسمة ومنشغلة بالمناكفات والتجاذبات السياسية، والعدوان الذي شنه حفتر على العاصمة، سيبقى الجنوب الليبي يعيش في فوضى أمنية وأوضاع إنسانية ومعيشية صعبة، فإلى متى سيبقى الجنوب على هذه الحالة، رغم مزاعم حفتر بتحريره والسيطرة عليه.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة