قديما قالت العرب الحرب خدعة.. ويقصدون فن القتال والخطط العسكرية، ولكن خلف من بعدهم خلف أضاعوا الحيلة وحسن التدبير، واتبعوا الإشاعة والتضليل وما تهوى أنفسهم أن تسمع وترى.
التضليل فن حرب جديد
فقد تداولت صفحات ومحطات إعلامية تابعة لحفتر، بالكثير من التهويل، خبر سيطرة قوات حفتر الكاملة على غريان، قبل أن يتراجع بعضها بالاعتذار، مواسية متابعيها بأن قواتهم المسلحة تقدمت واقتربت من المدينة، لكن دون السيطرة عليها، ويرى متابعون أن مرارة هزيمة غريان التي كانت ضربة قاصمة لقوات حفتر، أفقدت مناصريها صوابهم ولم يعد لهم سوى الحرب الإعلامية المضللة، فقد استعاض المعسكر الإعلامي التابع للرجمة عن واقع خسارة غريان بحلم استعادتها ولو كان وهما ونسجا من خيال.
إعلام حفتر يكذب أخباره
ورغم أن حملات التطبيل الإعلامي تبدو بمجهود ذاتي لإبراز الولاء، إلا أن عزف جوقتها على إيقاع واحد يكشف وجود غرفة تقود القطيع إلى حيث تخطط، وقد أعطت الغرفة أوامرها بنشر خبر استعادة غريان، فتداعى الذباب الإلكتروني الشعبي منه والرسمي، بالبشرى المزعومة مع عبارات التكبير وما جادت به القريحة من حقد على أبناء المنطقة وهبوط أخلاقي دأبت عليه منذ سلب حفتر إرادتها وفقدت هي إنسانيتها.
المراوغة.. اختصاص إعلام حفتر
ولأن غرفة التحكم أخطأت أو بالغت أو أساءت التقدير، أو غرر بها ضابط تحول وهمه إلى حقيقة، فقد وقعت وأصبح لزاما عليها تعليق وقعتها على شماعة الاختراق والتزوير، وهذا ما اعتمدته صفحة شعبة الإعلام الحربي الناطقة باسم قوات حفتر، فيما برر المركز الإعلامي اللواء 73 مشاة، تكذيبه للخبر بعد نشره، بأن حساب مسؤول الصفحة “المنذر الخرطوش” الذي نشر عبره الخبر، كان مخترقا بالتزامن مع عملية النشر، ولا غرابة فالمصادفات إحدى فنون المراوغة.
إحدى الفضائيات الموالية لحفتر نقلت خبر سيطرة القوات المسلحة على وسط غريان في هجوم مباغت عن شعبة الإعلام الحربي، قبل أن تلحقه باعتذار عاجل معتبرة ذلك خطأ غير مقصود، غير أن اعتذارها واعتذار عدد آخر من الذين غررت بهم غرفة التحكم، كان أقبح من الخطأ نفسه.