100 يوم من العدوان.. مسار سياسي معطل وانقسام دولي

واكبت المئة يوم الأولى من العدوان على طرابلس أهم المحطات السياسية منذ زيارة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في الرابع من أبريل الماضي إلى طرابلس التي تزامنت مع إعلان حفتر بدء عدوانه على طرابلس عقب ذلك بيومين أعلن رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج النفير العام لمواجهة العدوان.

موقف مبكر لإيطاليا ضد العدوان

خلال الشهر الأول للحرب استقبل الرئيس السراج السفير الإيطالي جوزيبي بوتشيني الذي عبر عن موقف بلاده الرافض للعدوان مشددا على ضرورة عودة قوات حفتر من حيث أتت؛ وأكد رئيس وزراء إيطاليا جوزيبي كونتي هذا الموقف المتقدم والمبكر لحكومة إيطاليا بالرفض القاطع للهجوم على طرابلس، والدعوة إلى الوقف الفوري لهذه العملية العسكرية، وضرورة عودة قوات حفتر إلى مواقعها السابقة التي انطلقت منها.

فرنسا تطالب فقط بوقف الحرب

كما تلقى الرئيس فائز السراج مكالمة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأعرب عن رفضه الكامل لمهاجمة العاصمة وتهديد حياة المدنيين وضرورة وقف الهجوم على طرابلس، أما الموقف التونسي فقد كان واضحا منذ بداية العدوان وعبر عنه الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي بمكالمة للرئيس السراج أكد فيها رفض بلاده القاطع لهذا العدوان داعيا القوات المعتدية إلى الوقف الفوري للعدوان والعودة إلى مواقعها السابقة.

الأوروبيون يتوافقون على وقف العدوان

الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فيدريكا موغريني اتصلت هاتفيا بالسراج لتؤكد له توافق الموقف الأوروبي على ضرورة وقف خليفة حفتر لعملياته العسكرية في طرابلس فورا، والعودة إلى المفاوضات، كما أكدت دعم الاتحاد لجهود الأمم المتحدة لتحقيق السلام، وإنه لا يوجد حلا عسكريا للأزمة الليبية.

الجنائية ستقاضي المتهمين بجرائم الحرب

المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا أعربت في مكالمتها للسراج عن أسفها للهجوم غير المبرر الذي تتعرض له العاصمة الليبية مؤكدة أن المحكمة الجنائية الدولية لن تتهاون ولن تتردد في مقاضاة الأفراد المتهمين بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة الجماعية حسب تعبيرها.

تنديد ألماني كويتي بالعدوان

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نددت في مكالمة هاتفية مع السراج في الحادي عشر من أبريل بالاعتداءعلى العاصمة طرابلس، مشددة على ضرورة إيقاف قوات حفتر الفوري لهذا الاعتداء والانسحاب إلى مواقعها السابقة كما عبر نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الحمد الصباح في مكالمة هاتفية مع السراج عن رفض بلاده للاعتداء على العاصمة ورفض الحل العسكري مؤكدا أن دولة الكويت ستسعى لوقف هذا العدوان من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي.

قلق مجلس الأمن لا يكفي !

ممثل حكومة الوفاق المهدي المجربي في كلمته أمــــــام مجلس الأمن في الواحد والعشرين من مايو حمل المجلس مسؤولية تاريخية تتجاوز التعبير عن القلق إلى الاضطلاع بمسؤولياته في التنفيذ الفوري لقراراته السابقة ، وإدانة المعتدي ، وإرغام قواته على العودة إلى مقارها السابقة قبل الهجوم، فلا منطق في تسوية المعتدي بالمعتدى عليه.

الجزائر داعمة لحكومة الوفاق

رئيس المجلس الرئاسي التقى مع الرئيس الجزائري عبد القادر بن صالح في الثالث والعشرين من مايو في العاصمة الجزائر حيث أعرب عن رفض الجزائر للهجوم على طرابلس مؤكدا أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة، مع الدعم الجزائري الكامل لحكومة الوفاق.

الموقف السعودي

مطلع شهر يونيو الماضي التقى السراج خلال مشاركته في قمة المؤتمر الإسلامي بولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي أكد أنه لا حل عسكريا للأزمة الليبية، وأن الحل يكمن في العودة إلى الحوار والتفاهم، معربا عن استعدادهم للعب دور في هذا الاتجاه ودعم مشروع وطني ليبي يمثل الليبيين ويلبي رغباتهم حسب قوله، ثم التقى السراج في العاشر من يونيو لجنة الإطلاع الأوروبية رفيعة المستوى التي شارك فيها عدد من الشخصيات الأوروبية من دول عدة.

مبادرة سياسية لحل الأزمة

في السادس عشر من شهر يونيو أعلن رئيس المجلس الرئاسي عن مبادرة سياسية لحل الأزمة الليبية من سبع بنود أهمها؛ عقد ملتقى بالتنسيق مع البعثة، الاتفاق على خارطة طريق للمرحلة القادمة، لاقت ترحيبا دوليا غير أنها لم تتحول إلى خطوات عملية حتى هذا الوقت.

تركيا تعلن الدعم لحكومة الوفاق

في السادس من يوليو الجاري التقى السراج مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول حيث أكد الرئيس التركي دعم بلاده لحكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا داعيا لوقف الهجمات التي تشنها قوات حفتر غير الشرعية.

المشاركة في القمة الإفريقية

وبعد ذلك بيوم واحد شارك رئيس المجلس الرئاسي في أعمال القمة الأفريقية بالنيجر، ليحشد الدعم لموقف حكومته من العدوان ويوضح لدول العالم جميعا حقيقة ما يحدث على تخوم العاصمة من انتهاكات ترتكبها قوات حفتر طوال مئة يوم من الحرب الظالمة والتي تفتقد إلى أي مبرر أو تفسير يقبله العقلاء.

خاتمة

محطات متلاحقة شكلت الفعل السياسي الذي مارسته حكومة الوفاق في مواجهة العدوان وسعيها لحشد الدعم لموقفها العادل وكشف آثار الحرب الظالمة وما تعده انقلابا عسكريا على المسار السياسي الذي كانت تيسره الأمم المتحدة.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة