العواقير يشتكون اعتقال أبنائهم وتهميش دورهم

هناك ومن وراء جدار الصمت الذي فرضته قوات حفتر فمنعت دخول وسائل الإعلام المستقلة ولم يعد يسمع هناك غير صوت المشير وأصوات الببغاوات التي تكرر ما قاله المشير، وتنقل ما تنشره صفحات جيشه الإلكتروني وقنواته المأجورة والناطق باسمه أحمد المسماري، من هناك خرجت أصوات تجدد إثارة الموضوع القديم حول هيمنة حفتر وأقاربه ومقربيه على المشهد في الشرق الليبي.

هيمنة الفرجان
الأوضاع السياسية والعسكرية والأمنية في المنطقة الشرقية والتي تؤثر بطبيعة الحال على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية تشهد استمرار محاولات فرض سيطرة الفرجان ومن يدور في فلكهم أو يتقرب منهم بالمصاهرة أو التزلف على مفاصل مهمة هناك دون تحملهم لتكلفة هذه الهيمنة.
ومن أغرب صور تغلغل قبيلة حفتر وأقاربه في بنغازي ومظاهر هيمنته وهيمنة أولاده ومدير مكتبه عون الفرجاني وبقية أقاربه ومقربيه على ما يسمونه جيشا وطنيا وتعدي ذلك إلى وحدة الشرطة النسائية في مديرية بنغازي التي تبين أن من تقودها هي امرأة فرجانية من سلوق تدعى مرعية الفرجاني وذلك منذ إنشائها في شهر يناير من هذا العام 2019.

قتلى الحرب على طرابلس
أما على صعيد الحرب التي فرضها حفتر منذ أربعة أشهر على طرابلس فقد جند لها أبناء المنطقة الشرقية وبعض مناصريه من مناطق أخرى ومنع وصول نعوش موتاهم إلى أهاليهم حتى إذا خسر سيطرته على مدينة غريان وجد فيها فرصة لإعادة نعوش القتلى منذ بداية الحرب إلى مدنهم مع دعاية رخيصة بأن قوات الوفاق هي من قتلتهم غيلة معرضا عن تحمل المسؤولية عن هذه الهزيمة وهؤلاء القتلى الذين أقحمهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

درس غريان
هل استفاد حفتر من درس غريان فأعاد قراءة المشهد من جديد وقرر سحب قواته والعودة إلى المسار السياسي؟
كلا ولكنه أمعن في غيه ولج في عدوانه وفرض التجنيد الإجباري على أبناء قبائل الشرق ليرسلهم مجددا إلى الحرب بالتخويف والتهديد تارة وبالإغراء والترغيب تارة أخرى مستخدما الخطاب الديني الذي يروجه المداخلة التابعين له من أجل وضع الصبغة الدينية على هذه الحرب الظالمة وتحشيد الضحايا الجدد لها.
التجنيد الإجباري
منظمة ضحايا لحقوق الإنسان أكدت في بيان لها ورود شكاوى إليها من عائلات بمدن الشرق تتحدث عن عمليات تجنيد إجباري لفتيان صغار السن وإرسالهم للحرب دون اشتراط الحصول على موافقة أهلهم وأحيانا دون علم ذويهم.

المنظمة قالت إن هؤلاء الشباب يجمعون في معسكرات تابعة للكرامة في بنغازي وتقدم لهم محاضرات من قبل شيوخ تابعين لأوقاف الحكومة المؤقتة من أجل غسل أدمغتهم وإقناعهم بأن الجهاد في طرابلس لا يشترط فيه إذن وأن طاعة ولي الأمر خليفة حفتر مقدمة على طاعة والديكم، مع وعدهم بمكافأة يومية تقدر بمئتي دينار حسب بيان منظمة ضحايا لحقوق الإنسان.
احموا أولادكم من التجنيد
المنظمة الحقوقية نبهت كل من افتقد ابنه خلال الأيام الماضية إلى البحث عنهم في معسكرات الجيش حسب وصفها مطالبة أولياء الأمور بحماية أبنائهم من رحلة اللاعودة حسب البيان ومنبهة لهم بأن أبناء من يحرضون على القتال في طرابلس؛ منعمون؛ في الوقت الذي يتعرض أبناؤهم للقتل.
وأخيرا نطق العواقير
قبيلة العواقير إحدى القبائل المعروفة في الشرق طالها التهميش وأصابها الضر من طغيان الفرجان وجندهم المقربين من أمثال محمود الورفلي فاشتكوا دون جدوى مصابهم لحفتر المشغول بحروبه وطموحاته فارتفعت أصواتهم أخيرا يجددون شكواهم من سحب أسلحتهم وضياع أمنهم واعتقال أبنائهم بحسب فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي.

الجميع يفنى ليبقى المشير حفتر وينصب رئيسا لليبيا ولو كان الثمن آلاف القتلى ومئات الآلاف من الجرحى وكأنه يحقق هتاف الحناجر له في بنغازي”حفايا نمشوا شور الكيش نموتوا والمشير يعيش”؛ في مشهد مأساوي يمزج هتاف المؤيدين بدماء المجندين.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة