رغم وعود حفتر.. من دخل بيته ليس آمنا في طرابلس

تجدد قوات حفتر قصفها لمواقع مدنية في العاصمة طرابلس عقب خسارتهم في مدينة غريان، في خطوة للثأر وتعد ترجمة للعملية التي أطلقها طيران حفتر تحت اسم “عاقبة الغدر”، وفقا لما قاله آمر سلاح الجو التابع لحفتر محمد المنفور، وهي عملية انتقامية لن تكون تقليدية على حد قوله.

قتلى وجرحى في قصف لقوات حفتر

قصف جديد لقوات حفتر على منزل في منطقة مشروع الهضبة بطرابلس يوم الاثنين، نتج عنه وفاة طفلة ووالدها وإصابة أربعة آخرين بينهم أطفال.

ونفذت طائرات موالية لحفتر ليل الأحد؛ عدة غارات جوية على مواقع جنوبي العاصمة، مستهدفة مطار طرابلس العالمي ومحيطه، فيما قالت مصادر عسكرية لليبيا الأحرار إن القصف نفذه طيران أجنبي يرجح أن يكون إمارتيا.

قصف غاشم .. هكذا كان وصف بلدي بوسليم

عميد بلدية أبوسليم عبدالرحمن الحامدي أكد لليبيا الأحرار أن المنزل الذي تعرض للقصف يوجد فيه خمس عائلات نازحة من مناطق الاشتباكات، مبينا أن المصابين حالتهم مستقرة ومن بينهم امرأة ورجل مسن، واصفا في الوقت نفسه هذا القصف بالغاشم.

أضرار مادية واسعة خلفها القصف في المنزل ومحيطه، حيث رجح بعض الخبراء استخدام قوات حفتر صواريخ غراد في هذا القصف.

إصرار حفتر على قصف المواقع المدنية

حادثة استهداف المواطنين من قبل قوات حفتر وسقوط ضحايا مدنيين لم تكن الأولى من نوعها، حيث تعرضت مناطق عدة في طرابلس إلى قصف بصواريخ غراد، في مقدمتها حي الانتصار ببلدية أبوسليم الذي تعرض لقصف متواصل في شهر أبريل الماضي، قتل على إثره ستة مواطنين وجرح 37 آخرون.

جرائم حفتر خلال العدوان على طرابلس تحدث باستمرار آخرها كان قبل أسبوعين عندما قصفت منطقة تاجوراء.

وقبل أسبوعين أيضا أكدت المؤسسة الوطنية للنفط إصابة ثلاثة عاملين في شركة مليته للنفط والغاز جراء قصف جوي الثلاثاء لمخزن شركة مليتة للنفط والغاز التابع للمؤسسة الوطنية للنفط في تاجوراء.

وقال رئيس مجلس إدارة المؤسسة مصطفى صنع الله إن القصف خسارة مأساوية مضيفا أن التهديدات المتواصلة أضحت تطال حياة عمال القطاع، وتقوض المساعي الرامية إلى ضمان استمرار الإنتاج.

الصحة العالمية تحذر

كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن استمرار القصف العشوائي في طرابلس يشكل تهديدا خطيرا لحياة المدنيين والعاملين في المجال الإنساني.

وأكدت المنظمة تعطل قدرة سيارات الإسعاف الميدانية وفرق المستشفيات الميدانية بسبب استمرار القتال مع الإصابات الجسيمة، مشيرة إلى أن تركز الاشتباكات المسلحة حول المناطق السكنية يعيق الاستجابة الإنسانية السلسة.

استهداف المدنيين جريمة حرب

ورغم أن القانون الدولي والإنساني يعد استخدام الأسلحة العشوائية والمتفجرة في المناطق المدنية جرائم حرب، إلا أن قوات حفتر لا تتوقف عن استهداف المناطق المكتظة بالسكان والمواقع المدنية.

ردود الفعل المستنكرة تزايدت مع استمرار قوات حفتر استهداف المدنيين وأجمع عدد من المسؤوليين على أن استهداف المدنيين يعتبر جريمة حرب داعين حكومة الوفاق والمجتمع الدولي إلى التصدي لعدوان حفتر وإدانة الدول الداعمة له.

جريمة أخرى لن تسقط بالتقادم تضاف إلى رصيد قوات حفتر التي استهدفت طيلة المدة الماضية مناطق مدنية متفرقة من العاصمة وبشكل عشوائي، إذ لم يسلم من عدوانها المستشفيات ولا سيارات الإسعاف ولا المدارس، ولا منازل المواطنين، التي وعد حفتر أهلها بالأمان إن لزموها.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة