قال المجلس الأعلى للدولة إن التهديدات التي أطلقتها قوات حفتر باستهداف المصالح التركية إعلان حرب على أنقرة ، مضيفا في بيان له أن تهديدات قوات حفتر تعد ضربا للعلاقات المشتركة مع دولة تتعاون معها ليبيا في مجالات كثيرة وتشكل وارداتها منها نسبة كبيرة من إجمالي واردات البلاد.
وأوضح أن تلك التهديدات “محاولة لتبرير الهزيمة” في مدينة غريان جنوبي طرابلس، و”إيجاد ذرائع إضافية لتدخلات الدول التي تساند حفتر”، معربا عن استيائه الشديد وقلقه البالغ مما ستتسبب فيه مثل هذه التصريحات من عرقلة وضرر كبيرين للمواطنين الليبيين بالمنطقة الشرقية الذين يتخذون مسار إسطنبول متنفسا رئيسيا لهم إلى دول العالم ومنها سواء للعلاج أو التجارة أو التنقل.
علاقات مستمرة
وأكد الأعلى للدولة أنه سيستمر والهيئات المنبثقة عن الاتفاق السياسي المعترف بها من الأمم المتحدة في علاقاته مع تركيا بناء على الاتفاقيات، مشيرا إلى أن أي أعمال عدوانية أو هجمات ضد الأصدقاء – وعلى رأسهم الأتراك – تعد إضرارا بالأمن القومي وستجري مجابهتها بكل حزم وقوة، حسب البيان.
وطالب الأعلى للدولة الأمم المتحدة ومجلس الأمن باتخاذ إجراءات لردع المليشيات الإجرامية التي تعد أفعالها أعمالا إرهابية وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان، وفق وصف البيان.
دعوة للفتنة
وفي وقت سابق دان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق التهديدات التي أطلقها الناطق باسم قوات حفتر أحمد المسماري، بشأن استهداف السفن والطائرات المدنية التركية، والدعوة إلى القبض على المواطنين الأتراك المقيمين بليبيا.
وحمل الرئاسي في بيان له السبت، المسؤولية الكاملة لقوات حفتر عن أي ضرر يلحق برعايا أي دولة أو يمس مصالحها على الأراضي الليبية، قائلا إن التهديدات تعد دعوة للفتنة والكراهية وتحريضا على القتل بالهوية، مطالبا المجتمع الدولي برد واضح بشأنها.
تصريحات هزلية
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية بحكومة الوفاق المبروك عبدالحفيظ إن بيان الناطق باسم حفتر أحمد المسماري باستهداف الطائرات المدنية والرعايا الأتراك في ليبيا لا يساوي الحبر الذي كتب به.
ووصف الناشط السياسي والحقوقي سامي الاطرش تصريحات المسماري بالهزلية مضيفا في مداخلة مع قناة ليبيا أنها تفتقر لأي ثقل قانوني أو سياسي ولا يمكن الاعتداد بها ، منوها إلى ضرورة أن تتخذ الخارجية الليبية التابعة لحكومة الوفاق موقفا وتعتذر بشكل راق عما صدر من جهات غير شرعية أو أشخاص لا يملكون القدرة العقلية الكافية
رد تركي
وفي أول رد فعل تركي بشأن تصريحات المسماري أكد الرئيس رجب طيب أردوغان عزم بلاده اتخاذ الإجراءات اللازمة فيما يخص تهديد حفتر باستهداف المواطنين الأتراك وضرب البواخر التركية.
وشدد أردوغان في مؤتمر صحفي على هامش مشاركته في قمة العشرين بمدينة أوساكا اليابانية السبت على اتخاذ إجراءات وسياسة تعامل مختلفة في حال التأكد من صحة هذا القرار ومصدره، مضيفا أنه لم يسمع حينها عن هذا القرار وليست لديه معلومات بالخصوص.
من جهته أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي آكار الأحد أن أنقرة سترد على أي هجوم تنفذه القوات التابعة لخليفة حفتر ضد مصالحها، بعد أن أمر هذا الأخير قواته باستهداف سفن ومصالح تركية في ليبيا.
وقال آكار لوكالة الأناضول الرسمية للأنباء، سيكون هناك ثمن باهظ جدا لأي موقف عدائي أو هجوم، سنرد بالطريقة الأكثر فعالية والأقوى، مشيرا إلى أن تركيا اتخذت إجراءات ضد أي تهديدات محتملة.
استهداف الأتراك
وبناء على تعليمات حفتر بالقبض على أي مواطن تركي واستهداف مقار الشركات وكافة المشاريع التي تؤول للدولة التركية في ليبيا وإيقاف جميع الرحلات الجوية المدنية من المطارات الليبية إلى المطارات التركية وفقا لما صرح به الناطق باسم حفتر في مؤتمر صحفي الجمعة، شرعت مديريات الأمن التابعة للحكومة المؤقتة شرق ليبيا برئاسة عبد الله الثني في ضبط الأشخاص الذين يحملون الجنسية التركية واتخاذ إجراءات لقفل المحلات والورش والمطاعم التي يعمل فيها أفراد من الجنسية التركية وإزالة اللافتات التي عليها شعارات تركية، كما توجهت طائرة ليبية من مطار بنينا الأحد وأخريات على غرارها إلى تركيا، دون أن تحمل على متنها ركابا، وأكدت مصادر خاصة لليبيا الأحرار من داخل مطار بنينا مغادرة الطائرة التابعة للخطوط الإفريقية فارغة إلى إسطنبول الأحد، لإرجاع الراغبين في العودة إلى بنغازي.
وأفادت المصادر نفسها بأن الرحلات الأخرى المتجهة إلى إسطنبول والمجدولة لشركتي البراق والراحلة سوف تستجيب هي الأخرى لقرار المتحدث باسم قوات حفتر أحمد المسماري وستغادر مطار بنينا دون ركاب.
