مبانٍ متهالكة تودي بحياة طفلين في العاصمة رغم تحذيرات سابقة

عمارات متهالكة وسط عاصمة البلاد بناها الإيطاليون في ثلاثينيات القرن الماضي قبل نحو ثمانين عاما، بدل أن تتحول إلى معالم ومنارات سياحية وسط العاصمة باتت مواقع مخيفة لساكنيها وأقرب إلى الانهيار منها إلى الصيانة والاهتمام،جراء إهمال الحكومات المتعاقبة منذ نظام القذافي رغم أن التحذيرات تتالت وتكررت.

فقد أدى انهيار أجزاء من عمارة سكنية في شارع شوقي بالعاصمة إلى وفاة طفلين وإصابة والدهما وأخيهما اللذين نقلا لمستشفى طرابلس المركزي، وفق مانقلته وزارة الصحة بحكومة الوفاق.

بلدية طرابلس: أطلقنا التحذيرات دون جدوى

رئيس لجنة الأزمة ببلدية طرابلس المركز ناصر الكريوي قال لليبيا الأحرار إن البلدية عملت على حل موضوع المباني المتهالكة في منطقة بلخير وشارع عمر المختار التي تعود ملكية بعضها لمواطنين، بينما تمتلك الدولة الليبية بعضا منها وتعود ملكية البعض الآخر منها لهيئة الأوقاف.

ناصر الكريوي رئيس لجنة الأزمة ببلدية طرابلس المركز

الكريوي أوضح أن البلدية أحالت تقاريرها للمجلس الرئاسي لاتخاذ الإجراءات اللازمة بعد أن شكلوا لجانا مع الجهات المسؤولة عقب قيام فريق عمل مكلف من البلدية عامي 2016 و 2017 بزيارة المباني، دون أن تنفذ كثيرا من الإجراءات على أرض الواقع، حسب قوله.

السلطات تأمر بالتحقيق لكشف الملابسات

وكيل وزارة الحكم المحلي عبد الباري شنبارو شدد في تصريح لليبيا الأحرار أن هناك أوامر إخلاء لهذا المبنى وأن تحقيقا فتحه مركز شرطة طرابلس المركز لمعرفة ملابسات الحادث ومعاقبة كل من تسبب في هذه الكارثة وخالف التعليمات المشددة بضرورة إخلائها وفق تقارير هندسية.

Image result for ‫شنبارو‬‎
عبد الباري شنبارو وكيل وزارة الحكم المحلي

شنبارو أكد أن لجنة الطوارئ أعطت الإذن لبلدية طرابلس المركز باتخاذ الإجراءات العاجلة لتسكين العائلات المتضررة وضرورة تشكيل فرق للكشف عن حالة كل العمارات المجاورة ومدى صلاحيتها للسكن لتلافي أي حوادث مشابهة.

مشكلة قديمة تتجدد منذ أعوام

الحديث عن عدم صلاحية عمارات في شارع شوقي العريق للسكن ليس جديدا وكذا سقوط مباني في هذا الشارع الحيوي ومناطق أخرى مثل منطقة بلخير غير البعيدة عن شارع شوقي فقد سبق سقوط عمارة منذ أكثر من ست سنوات وسبقتها وتلتها مطالبات من سكان الشارع للسلطات بتوفير سكن صالح بديل لهم ليتسنى إزالة هذه المباني المتهالكة وإقامة مبان جديدة صالحة للسكن محلها بعد تقارير هندسية أكدت أنها معرضة للانهيار وآيلة للسقوط وتعثر إجراءات تسكينهم وإنهاء معاناتهم بشكل جذري.

انهيار هذا المبنى هو صورة من المعاناة الموروثة من عهد النظام السابق الذي لم يضع حدا لها ولم يجدد المنطقة التي تجاوزت المباني فيها العمر الافتراضي لها إذ أنها أقيمت منذ بضعة عقود كما تؤكد الجهات المختصة.

Image may contain: 1 person, standing and outdoor

الحكومات المتعاقبة على ليبيا لم تحل مشاكل مثل هذه المشكلة في طرابلس وعديد المدن الأخرى منذ أكثر من نصف قرن ينتظر سكان العاصمة وسكان تلك المدن الليبية الأخرى أن يروا نهاية لها في أقرب وقت راجين أن يتوقف صوت الرصاص ويندحر المعتدون عليها.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة