هز خبر وفاة الرئيس المصري السابق محمد مرسي في آخر جلسة من جلسات محاكمته المستمرة منذ عزله في 2013 بانقلاب عسكري قاده الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.. الرأي العام في ليبيا بكل أطيافه، فقد تصدر الخبر أغلب مواقع التواصل الاجتماعي وامتلأت حوائط المدونين بصور مرسي الذي قالت النيابة العامة المصرية إنه أغمي عليه وفارق الحياة في قاعة المحكمة بعد كلمة له لم تتجاوز خمس دقائق.
لماذا اهتم الليبيون بخبر وفاة مرسي؟
رغم أن صدمة خبر وفاة مرسي تردد صداها في العالم، وتحقيقه الترند عربيا وعالميا، إلا أنّ وقعه على الليبيين كان أشد وذلك لرمزية الصراع القائم في مصر بين نظام السيسي ومعارضيه ووقوفه ظهيرا لخليفة حفتر منذ 2014، الذي يسعى إلى استنساخ تلك التجربة، واستنادا إلى مبادئ ثورة 17 فبراير التي قامت ضد نظام القذافي العسكري، فإنّ كل التواقين إلى الحرية والداعين إلى الديمقراطية وبناء الدولة المدنية في ليبيا، عبر التداول السلمي على السلطة عن طريق صناديق الاقتراع، يرون حفتر ظلا للسيسي وما جرى لمرسي ويجري على الشعب المصري، قد يجري عليهم.
حفتر.. الوجه المشوه للسيسي
ويرى أكثر الليبيين تفاؤلا بحفتر أنّه وإن تمكن من افتكاك السلطة من خصومه وتمكن من تحقيق الأمن في البلاد، فإنه لا يستطيع أن يبني مؤسسة عسكرية نظامية على غرار الجيش المصري، ولن يتمكن من إرساء دولة ذات مؤسسات حتى لو لبس البدلة المدنية وربطة العنق.
أما خصوم حفتر فقد فقدوا آخر أمل في التعاطي معه شريكا سياسيا، بعد مغامرته بالهجوم على طرابلس العاصمة، وبقائه متربصا على أسوارها منذ نحو 3 أشهر، بعد أن خبروا نواياه الحقيقية في استحضار النموذج المصري وعزمه تنفيذ انقلاب ناعم بالخديعة والغدر، كما صرح بذلك رئيس المجلس الرئاسي فائز السراج أكثر السياسيين تعاطيا معه في مرحلة ما قبل حرب طرابلس.
ورغم فداحة المصاب من الناحية الإنسانية، إلا أنّ الحادثة قدمت درسا لليبيين، وسيناريو يمكن استنساخه في ليبيا عن طريق السيسي الصغير خليفة حفتر، بحسب وصف عدد من الناشطين السياسيين.
