واشنطن والعفو الدولية تلاحقان حفتر وباريس وأبوظبي تتبرآن من عدوانه

بعد أكثر من 40 يوما على العدوان الذي شنه خليفة حفتر على العاصمة طرابلس، يبدو أن الرباعي الداعم لحفتر دائما في عملياته العسكرية السابقة منذ عام 2014، بدأ بإعادة حساباته هذه المرة تجاه ما يحدث بطرابلس.

وفي تطور غير متوقع، تبرأ وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش من هجوم حفتر على طرابلس، قائلا إن الرجل لم يتشاور مع الإمارات قبل تحركه نحو العاصمة، مضيفا وفق ما نقلته وكالة رويترز أن الوضع يجب أن يتوجه للاستقرار في ليبيا.
وكان قرقاش قد قال في تغريدة سابقة عبر حسابه في تويتر، إن الأولوية في ليبيا هي مواجهة التطرف والإرهاب ودعم الاستقرار في البلاد.

أما باريس أحد أهم اللاعبين في ليبيا، فقد نفى وزير خارجيتها جان إيف لوديان علمهم مسبقا بتقدم قوات حفتر باتجاه العاصمة طرابلس، الأمر الذي يناقض مواقفها دائما، حيث عطلت مؤخرا في مجلس الأمن مشروع بيان بريطاني لمطالبة قوات حفتر بضرورة وقف كل النشاطات العسكرية قرب العاصمة طرابلس، إلى جانب تقارير صحفية تحدثت عن دخول مجموعة فرنسية مسلحة قيل إنهم عسكريون يقدمون دعما لقوات حفتر كانوا قد أوقفوا على الحدود التونسية في وقت سابق.

وعن موقف الجارة مصر والتي لم تتوقف عن دعمها لحفتر وعملياته العسكرية بشرق البلاد، نددت هذه المرة بالتصعيد العسكري دون أن توجه اللوم لمن بدأ التصعيد تجاه ما يحدث في طرابلس، مظهرة وجها دبلوماسيا مغايرا لتحركاتها العسكرية الداعمة لحفتر على طول الخط.

ويرجع متابعون ومحللون التغير الدبلوماسي الملحوظ في مواقف بعض الدول الداعمة لحفتر، لفشله في الدخول إلى طرابلس بعد أكثر من أربعين يوما وطول المدة التي استغرقها على تخوم طرابلس، رغم تقديم حلفائه دعما ماليا ولوجستيا لقواته، الأمر الذي يشير إلى أن حلفاءه باتوا على قناعة باستحالة الحل العسكري ويحاولون الآن إعادة حفتر إلى طاولة المفاوضات بعدما أصبح طرفا غير مرغوب فيه من قبل غالبية الأطراف في غربي البلاد.

وفي إطار مطالبات الدول اللاعبة في الساحة الليبية بوقف العدوان على طرابلس، دعا رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي حفتر إلى وقف إطلاق النار في ضواحي طرابلس، معربا عن قلق إيطاليا إزاء الوضع الحرج للغاية في ليبيا.
وأضاف كونتي عقب لقائه مع خليفة حفتر في اجتماع استمر ساعتين يوم الخميس الماضي أنه ما زال يثق في أنه يمكن لحفتر السير في طريق الحل السياسي.

وعلى وقع زيارة حفتر لإيطاليا أعلن قصر الإيليزي أن الرئيس الفرنسي إيمانيويل ماكرون سيلتقي حفتر الأسبوع المقبل لبحث الوضع في ليبيا وشروط استئناف العملية السياسية في البلاد.

ويأتي إعلان الإيليزي عن زيارة حفتر لفرنسا عقب الكشف عن تسريبات تحدثت عن خطة فرنسية لوقف إطلاق النار وعودة قوات حفتر إلى معاقلها في مدنتي غريان وترهونة، الأمر الذي لن يكون مقبولا في نظر حكومة الوفاق التي تصر على انسحاب قوات حفتر إلى مواقعها السابقة خارج المنطقة الغربية.

من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية إن هجوم خليفة حفتر للسيطرة على طرابلس المستمر منذ 6 أسابيع أدى لهجمات غير قانونية يمكن أن ترقى لجرائم حرب.
ونقلت المنظمة عن شهود عيان من سكان منطقة أبو سليم اعتقادهم أن قوات حفتر هي المسؤولة عن قصف حي الانتصار في بلدية أبوسليم، مؤكدة أن غارة جوية أصابت مركزا لاحتجاز المهاجرين في تاجوراء حيث يحتجز نحو 500 مهاجر ولاجئ في مخازن غير مستعملة للطائرات.

وفي سياق منفصل، قام 7 من المشرعين الأمريكيين عن الحزبين الجمهوري والديمقراطي بتقديم طلب الخميس إلى المدعي العام ويليام بار ورئيس الإف بي أي كريستوفر وراي للتحقيق في مزاعم جرائم حرب ارتكبها خليفة حفتر.
وقالت شبكة سي إن إن الأمريكية في تقرير لها إن رسالة المشرعين إلى المدعي العام تضمنت قولهم إن حفتر بوصفه مواطنا أمريكيا يضر بسياسات الولايات المتحدة في ليبيا، حيث إن الأخيرة تدعم جهود الأمم المتحدة لحل سياسي في ليبيا كما تضر ممارسات حفتر بالحكومة الشرعية التي تعترف بها الولايات المتحدة الأمريكية.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة