اشتباكات جنوب طرابلس.. إخفاق في الترتيبات الأمنية وصراع للنفوذ

أعادت الاشتباكات الأخيرة في طرابلس بين قوة حماية طرابلس واللواء السابع الحديث عن الوضع الأمني في العاصمة ومستقبل الترتيبات الأمنية وتعامل المجموعات المسلحة معها.

وكانت الاشتباكات قد تجددت في منطقة قصر بن غشير جنوب طرابلس إثر قرار من وزارة الداخلية يقضي بتكليف مديرية أمن المنفذ والأجهزة الأمنية التابعة لها وكذلك الغرفة الأمنية المشتركة ترهونة بحماية مطار طرابلس العالمي، وبلغت حصيلة ضحاياها 10 قتلى و41 جريحا بينهم نساء وأطفال، بحسب وزارة الصحة في حكومة الوفاق.

عودة متوقعة
آمر المنطقة العسكرية الغربية أسامة اجويلي قال إن عودة الاشتباكات كانت متوقعة، وعزا ذلك لعدم معالجة المشكلة بشكل جذري منذ الاشتباكات الماضية. وبين اجويلي في برنامج الملف على قناة ليبيا الأحرار أن تكرر عمليات الخطف والقتل في مناطق مختلفة المدة الماضية كان من أسباب عودة الاشتباكات الحالية جنوب طرابلس.

من جهته أرجع القيادي في كتيبة ثوار طرابلس عاطف بالرقيق عودة الاشتباكات إلى ضعف الاتفاق الذي وقع في الزاوية لإيقاف الاشتباكات الماضية؛ مبينا أن الاتفاق اقتصر على وقف القتال ورجوع كل طرف إلى مواقعه دون مناقشة أي قضايا أخرى، ودون اتفاقات واضحة لحل المشاكل العالقة بين المتقاتلين آنذاك.

غياب الترتيبات
بدوره رأى رئيس الأركان العامة سابقا يوسف المنقوش أن أحداث اليوم في طرابلس كانت متوقعة لغياب الإجراءات الحقيقية لوقف إطلاق النار وعدم تنفيذ الترتيبات الأمنية كما كان مقررا.

أما المحلل السياسي أشرف الشح فذهب إلى أن ما حدث من اشتباكات جنوب طرابلس كانت إرهاصاته واضحة منذ شهر تقريبا، حيث إنه كان ملاحظا عدم رضى بعض التشكيلات المسلحة عن الترتيبات الأمنية والتغييرات في وزارة الداخلية، مشيرا إلى أن القادة العسكريين يتعاملون بمعزل عن القيادات المؤسساتية الأمنية وهو ما يعيق تطبيق الترتيبات الأمنية.

ما سبق أكده رمضان زرموح رئيس لجنة التواصل والترتيبات الأمنية بقوله إن الترتيبات الأمنية لم تنفذ لعدم جاهزية الأطراف المنوط بها تنفيذها، منوها إلى أن الذي حصل من اشتباكات ليس سببه تعطل الترتيبات الأمنية بل سوء فهم لقرار وزير الداخلية المتعلق بتأمين مطار طرابلس.

اتهام الداخلية
وفي سياق متصل بين بالرقيق أن وزير الداخلية منذ استلامه للوزارة وهو في تصعيد مستمر ضد كتائب طرابلس، وأنه ليس أمامه الآن إلا أن يرضخ لهم ويتعامل معهم أو يستعين عليهم بقوات من الخارج، مبينا أن الوزير كان حري به أن يتواصل مع كتائب طرابلس منذ البداية بعيدا عن التصعيد.

تكليف الداخلية لترهونة بحماية مطار طرابلس اعتبره القيادي في كتيبة ثوار طرابلس قرارا غير موفق، فيما شدد اجويلي على ضرورة وضع حل جذري للصراع جنوب طرابلس كي لا يتكرر، آملا في ألا تشارك أطراف أخرى في النزاع كي لا يتعقد حله.

حلول مقترحة
لايمكن إلغاء القوات الموجودة على الأرض بل يجب دمجها بمشاريع جدية، وهذا أمر ملح الآن لاسيما في وزارة الداخلية. أما إشكالية الاشتباكات فتحتاج ترتيبات أمنية وتنفيذ أمور فنية لفض النزاع، وهو ما لم يحدث في الأول وجرى القفز عليه. أما زرموح فأكد أن وقف الاقتتال لا يحتاج إلى إجراءات معقدة، إنما تفهم لقرار وزير الداخلية، مشيرا إلى تواصلهم مع اللواء السابع والمنطقة العسكرية الغربية وقد أبدوا استعدادهم لتنفيذ الترتيبات الأمنية.

المحلل السياسي أشرف الشح اعتبر أن منطق الضغط على المؤسسات الأمنية التابعة للدولة يرجعنا إلى منطق الغنيمة وأنه بذلك ينتفي وجود الدولة، وبذلك ينتهي أي دور للحوار والحلول السلمية، مؤكدا أنه مع عدم وجود حكومة تتحكم بكل هذا السلاح المنتشر فستستمر الاشتباكات.

يشار إلى أن وزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني حذرت في بيان لها أمس الأربعاء من أي محاولة لفرض سياسة الأمر الواقع على محيط مطار طرابلس العالمي، وأن المطار مرفق سيادي لا يجوز إخضاعه لأي قوة جهوية أو ميليشياوية، حسب البيان.

Total
0
مشاركة
مقالات ذات صلة